|
رؤية وتعتبرها من الأمور الأخلاقية إلى حد بعيد. تتناول لالواني في روايتها «القرية» موضوع عمل طاقم إحدى القنوات الفضائية الأجنبية أثناء إخراج فيلم وثائقي، يريده مدير القناة التلفزيونية مليئاً بقصص الإثارة التي تجسد حياة الناس في السجون الهندية. ما يحلم به هذا المدير - وكما تعبر عنه لالواني في الرواية - دراما مليئة بمشاهد العنف والدم والدموع والرومانسية وغيره, فيطالب فريق العمل بالمزيد من المشاهد التي تؤثر في المشاهد وتجعله يذرف الدموع أمام شاشة التلفزيون. وتقول تعليماته: «بمجرد أن تظهروا لهم مشاركتكم الوجدانية، في كل ما يقولونه، وترديدكم لعبارات مثل: أوه.. كم هو مؤلم.. وغيره، سينهارون، ويعترفون بكل شيء». تسعى رواية لالواني إلى طرح مفهوم اللاعنف والحب والحقيقة والكثير من المبادئ الأخلاقية التي استمدها الشعب الهندي من زعيمه الراحل المهاتما غاندي, لكن هل تروق هذه الأفكار لأصحاب السلطة الأقوى: المال؟! تتحول بلدنا إلى قرية شبيهة بقرية أشوار المكان المفترض للرواية, والجميع يطالب بفيلم وثائقي عنّا متخمٍ بمشاهد العنف والقتل والدم والدموع والتأوهات..... أتذكر هنا الفلسطيني محمد بكري الذي قال: «علينا عرض الألم كما ينبغي» على خلفية فيلمه (جنين.. جنين) لكن الغرض من عرض الألم يختلف هذه المرة كثيراً: عرض آلام الفلسطينيين كان لاستعطاف العالم «المتحضر» واستقطاب اهتمامه بمذابح الفلسطينيين في مخيم جنين.. أما نحن فيريد العالم عبر فضائياته عرض آلامنا ومأساتنا لإرضاء سلطة المال التي تدير فكراً مختلفاً تماماً لا مكان فيه إلا للعنف والتدمير والإلغاء. |
|