تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عبد اللطيف فتحي ..

مسرح
الثلاثاء 14-8-2012
أول من قدم مسرحاً باللهجة الشامية..

عبد اللطيف فتحي (1916- 1986) .. الفنان السوري ذو النكهة الخاصة في الحياة الفنية السورية.. فريد بأدائه لدرجة لا يمكن القول إنه مؤدٍ بل يعيش الحالة بكل طيبتها وشرها وخلفيتها.‏‏

صنف كفنان مسرحي من الطراز الممتاز.. أسس في الستينيات من القرن الماضي فرقة مسرحية قدمت عشرات الأعمال وقام هو بنفسه بإخراج عدد من المسرحيات وشارك في الكثير منها.‏‏

اسمه الحقيقي عبد اللطيف فتحي قصبلي من حي العمارة بدمشق- وهو من أسرة دمشقية متواضعة، تلقى تعليمه الابتدائي في مكتب عنبر دمشق.‏‏

لقيت رغبته الشديدة بتعلقه بالفن معارضة شديدة من أهله.‏‏

ما اضطره للهروب للمشاركة سراً في النوادي الفنية ( كدار الألحان والتمثيل) للمسرحي عبد الوهاب أبو السعود..‏‏

شارك عبد اللطيف فتحي مبكراً في عروض إيزيس المسرحية للهواة لصاحبيه جودت وممتاز الركابي، لقيت أعماله وقتها نجاحاً كبيراً في دمشق وحلب، من هذه الأعمال مسرحية الانتقام العادل. والمقتبسة عن نص الاستعياد ليوسف وهبي.‏‏

انتقل فتحي إلى الاحتراف في منتصف الثلاثينيات عندما انضم إلى فرقة (حسن حمدان) والتي تقدم عروضها في دمشق وبيروت، بعدها انضم إلى فرقة ( عطية محمد) المصرية. ثم انتقل إلى فرقة (أمين عطا الله) المصرية أيضاً وهي تضم مسرحيين من سورية ولبنان، يؤدون أدوارهم باللهجة المصرية، واشتهر فتحي بأدوار (كشكش بك) و (عثمان السفرجي).‏‏

تأثر بالفنان التركي الضاحك أرطغرل بك.‏‏

عام 1939 انضم مع سوريين آخرين لفرقة (ناديا العريس) وأصبح مديرها بعد علي الريس، واعتبرت وقتها من أضخم الفرق المسرحية في العالم العربي .‏‏

أسس في منتصف الأربعينيات فرقة مسرحية باسم الفرقة الاستعراضية التي صار اسمها فيما بعد (فرقة عبد اللطيف فتحي) ، وكسر قاعدة التمثيل باللهجة المصرية، ليصبح هذا الفنان الكبير صاحب شرف تقديم أول عرض مسرحي باللهجة الشامية.. ونشر تقليد إطلاق نداء (يا ساتر) قبيل بدء كل عرض على الخشبات الدمشقية.‏‏

اشتهر أنه ديكتاتور كمخرج ويطلب من أعضاء الفرقة إطاعته دون تدخل أو نقاش .‏‏

على خشبة مسرح النصر قرب سوق الحميدية عرض ولسنوات طويلة المسرحيات الغنائية الاجتماعية الكوميدية، هذا المسرح تخرج منه كبار الممثلين والمطربين وعليه أيضاً عرض عبد اللطيف فتحي مسرحيات منها: (أبو العز طبخ ورز) و (ليلة بالنظارة) و (شبيه الملك) و (ممنوع الدين) و (صابر أفندي).‏‏

غطت عروض فرقة عبد اللطيف فتحي المدن السورية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق رغم الظروف الصعبة (مادياً ومهنياً) ثم حل الفرقة عام 1956.‏‏

ثم بدأ فتحي نشاطه كممثل في (فرقة المسرح الحر) ثم كمؤلف ومخرج.‏‏

اعتمد على إخراج المتفرج من حالة السكون إلى حالة المشارك في العرض حتى ولو عن طريق طلبة الدعم أو الالحاح عليه.. بإسماعه صوته (الجمهور) موافقاً.. معترضاً...!!‏‏

استلم إدارة مسرح العرائس لخمسة سنوات عام 1960، ألف وأخرج أكثر من عشرة عروض حققت نجاحاً كبيراً وأسست لما بات يعرف بمسرح الطفل في سورية.‏‏

1966 استلم فتحي إدارة المسرح الشعبي التابع لمديرية المسارح، منح عام 1966 وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى تكريماً لجهوده المسرحية لتطوير الحركة المسرحية السورية.‏‏

2008 نال وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة ( تسلمته ابنة الفنان الكبير)، تقديراً لإسهاماته في الحركة الفنية السورية.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية