|
علوم وبيئة ويحدث الزلزال نتيجة لعدم وجود تجانس في قشرة الأرض في درجات الحرارة ونوعية الصخور والضغط الداخلي .. هذا الاختلاف وعدم التجانس يصلان أحياناً إلى الحد الأعظمي فيحدث الزلزال حيث تتفتح الشقوق في الأرض وتنهار الصخور وقد تفيض الأنهار الصغيرة والجداول نتيجة تسرّب مياهها في الشقوق التي يحدثها الزلزال.. ومعظم السلاسل الجبلية تكون قشرتها غير مستقرّة ، تحتاج أحياناً إلى عمليات إعادة توازن .. لذلك فالسلاسل الجبلية في العالم تقسم علمياً إلى أحزمة زلزالية تتوزع في مختلف القارات .. وتقاس شدة الزلازل بمقياس معروف هو مقياس ( ريختر ) وهو مدرج بوحدات صحيحة وعشرية ، وتميل القياس بين تدريجين صحيحين على هذا المقياس زيادة قدرها عشرة أضعاف سعة الموجة المقاسة ، فمثلاً زلزال شدته ( 8.3 ) على مقياس ريختر تعادل عشرة آلاف مرة قوة زلزال مقدار ( 4,3 ) على مقياس ريختر .. وهناك مقياس آخر هو مقياس ميركالي المعدل وتدريجاته (12) وليس ( 9 ) كما هو الحال في مقياس ريختر .. ولئن كانت شبكات الرصد الزلزالي الموزعة في مناطق عديدة في العالم ، تحاول جعل التنبؤ بحدوث الزلازل ممكناً ، فإنها حتى الآن لا تستطيع تحديد مكان وقوع الزلزال بدقة أو زمن وقوعه .. حدث زلزال القاهرة في ( 12 ) تشرين أول 1992 في وقت الظهيرة ، لقد ضرب ذلك الزلزال القاهرة بشدة ( 5,6 ) ريختر بينما بلغت شدته أكبر من ذلك بكثير في المنطقة المحيطة ببؤرة الزلزال في الموقع الذي يبعد نحو ( 35 ) كيلو متراً إلى الشمال الغربي من القاهرة .. وعلى عمق يصل إلى ( 25 ) كيلو متراً داخل القشرة الأرضية .. وقد أثر هذا الزلزال بعنف على القرى القائمة على طول وادي نهر النيل ، وفي مصر الجديدة انهارت عدة مبانٍ بلغ عددها ( 14 ) بناء قتل جميع سكانها .. وقد تعرضت القاهرة عام ( 1847 ) لتأثير زلزال مدمّر يشبه إلى حدٍ بعيد ذلك الزلزال الذي حدث عام ( 1992 ) حيث دمر أكثر من ( 3000 ) منزل .. للزلازل نوعان ، نوع ينشأ تحت المحيطات والآخر على اليابسة ، والزلزال في كلا النوعين هو اهتزازات متذبذبة في القشرة الأرضية ، تسببها الطاقة المتراكمة تحت القشرة والناجمة عن تحرك الطبقات المكونة للأرض .. يعبر عن الزلزال بقوته وشدته ، والقوة والشدة مفهومان مختلفان كثيراًُ مايخلط الناس بينهما .. فبينما تعبر قوة الزلزال عن الطاقة المتحررة في مركز الزلزال .. تعبر شدة الزلزال عن المواصفات الجيولوجية المتعلقة بطبقات الأرض ، وتكويناتها الخاصة في منطقة معينة من الأرض ، وبعدها عن مركز الزلزال نفسه ، وحدة استمرار هذا الزلزال وطبيعة المنشآت في تلك المنطقة .. أما شدة الزلزال فلها عدة مقاييس لعل أشهرها مقياس ميركولي المعدل ، وهو مقياس يعتمد على الملاحظات والمشاهدات الحقيقية والفعلية للزلزال في مكان محدد ، فالدرجة الأولى وهي أول درجة في مقياس ميركولي لا يشعر فيها الناس تقريباً .. وبينما الدرجة الخامسة يشعر بها الجميع وتظهر بعض التصدعات ، أما الدرجة ( 12 ) فهي أكبر درجة في هذا المقياس فتعني دماراً شاملاً وتغييراً في طبيعة الأرض .. |
|