تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الدراجات النارية وراء 50٪ من وفيات الحوادث المرورية في السويداء

مراسلون
الثلاثاء 14-8-2012
رفيق الكفيري

مشاهد لاتسر الخاطر فرضتها الدراجات النارية التي باتت تشكل هاجساً مقلقاً لأبناء المحافظة فشوارع المدن والأرياف باتت تعج بهذه الآلية التي تمشي في الطرقات بشكل جنوني

مسببة الحوادث ونافثة سمومها ملوثة للبيئة ومصدر ازعاج متواصل بضجيجها المنبعث والتي لايكاد يخلو شارع أو حي من وجودها وتفنن راكبوها بإصدار الأصوات الصاخبة وممارسة الألعاب البهلوانية لتتحول بعض الشوارع إلى حلبة للسيرك يتبارون فيها بالسير على دولاب واحد والقيادة وقوفاً مع ترك مقود الدراجة والسباقات المخيفة التي تنفذ في بعض المناسبات والأعداد الهائلة من الدراجات بين السيارات والمارة وبكل الاتجاهات مشكلة خطراً على الجميع وخاصة أصحاب السيارات الذين يتأذون من حوادث الدراجات النارية رغم تسببها في ذلك.‏

ورغم كل المآسي والكوارث الجسدية والمادية الناتجة عن حوادثها يبدو أن ظاهرة انتشارها إلى تزايد مستمر فأرقام مديرية النقل بينت أن عدد الدراجات النارية المسجلة لديها بشكل نظامي يزيد عن 13 ألف دراجة خاصة و700 دراجة حكومية عدا عن الدراجات المستوردة بشكل نظامي وتحمل أرقاماً نظامية وشهادات جمركية إلا أنها غير مسجلة لدى مديرية النقل ولاتحمل لوحات رقمية أصولية وأرقام الطبابة الشرعية في السويداء تشير إلى أن الحوادث التي سببتها الدراجات النارية خلال النصف الأول من العام الجاري وتحت معاينتها كانت صدم سيارة بدراجة نارية 5٠، صدم من قبل دراجة نارية 16، تدهور دراجة نارية 47، تصادم دراجتين 4 والوفيات كانت 11 نتيجة تدهور دراجة نارية و2 تصادم سيارة مع دراجة ووفاة واحدة نتيجة صدم من قبل دراجة نارية ومصادر فرع المرور أشارت إلى أن حوادث الدراجات النارية في مدينة السويداء فقط 28 حادثاً نتج عنها وفيتان ووصل عدد الدراجات النارية المحجوزة 69 دراجة.‏

وبالعودة إلى نسبة الوفيات الناتجة من حوادث السير حسب تقرير الطبابة الشرعية نجد أن مجموع حوادث السير بلغ 31 وفاة منها مانسبته 50٪ ناتج عن حوادث الدراجات النارية والمعطيات تؤكد أن التشدد في الضوابط والشروط والإجراءات المتخذة من الجهات ذات الصلة بهذا الخصوص كانت في حدود ضيقة ومقيدة في كثير من الأحيان، فقانون السير الجديد لم يفعل شيئاً تجاه هذه الظاهرة ويحذر على شرطي المرور ملاحقة دراجة نارية مخالفة والمحافظة أصدرت عدة تعاميم لكافة الوحدات الإدارية والبلديات لقمع ظاهرة تجوال الدراجات النارية في الشوارع والساحات العامة من الساعة الخامسة مساء حتى السابعة صباحاً مع فرض غرامة مالية وحجز الآلية المخالفة ولكنها تركت الحبل على الغارب لتسرح الدراجات وتمرح طيلة النهار ليبقى الحال كما هو عليه سابقاً رغم أن الدراجة النارية وجدت لأداء خدمة وقضاء حاجة عند الذين يحسنون استخدامها ويتقيدون بالأنظمة والقواعد المرورية ولكن البعض استخدمها للهو والتسلية والاستعراض دون أن يدرك مخاطرها وتبقى مسألة التوعية والإرشاد من قبل الأسرة والمجتمع بفعالياته المختلفة هي الأساس للحد من هذه الظاهرة, ظاهرة الموت بلا منازع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية