|
رياضة إن عودة لاعبينا العشرة بخفي حنين من أولمبياد لندن، أفرز علمياً وميدانياً العديد من الأسباب التي كانت خيبة رياضتنا أحد نتائجها، فأين بيت القصيد في أسباب هذا الخروج المبكر؟ بعض المتابعين يرى أن الخيبة التي ألمت برياضتنا في هذا المحفل الدولي المهم تعود لعدة عوامل أساسية، أهمها أن معظم القائمين على رياضتنا بمختلف مواقعهم هم رجال شعارات وليسوا رجال عمل، ما جعل رياضتنا تفتقد لوجود استراتيجية عمل واضحة وفق أسس علمية، إضافة لعدم الاهتمام اللازم والرعاية المناسبة لمنتخباتنا الوطنية من معسكرات ومشاركات خارجية، وخصوصاً في الألعاب غير المدعومة أو التي لا تربطها بالمسؤول عنها إلا علاقة العمل فقط.وعلينا ألا ننسى عدم تقديم الدعم المادي المناسب للاعبين، وعدم إيلاء أي اهتمام بنوعية الطعام الصحي الملائم للاعبي كل لعبة على حدة أثناء التدريبات اليومية والمعسكرات، عداك عن القفز فوق الأنظمة والقوانين لتعيين فلان أو إعادة الاتحاد العلاني رغم أن التراجع والمحسوبيات اخترقت جذور لعبته. لا ننكر أن المؤامرة التي يتعرض لها بلدنا منذ عام ونصف تقريباً انعكست آثارها سلباً على مختلف فعالياتنا ومنها الرياضية، لكن أين كان مسؤولو رياضتنا قبل هذه الفترة؟ وماذا كانوا يفعلون؟ إن جميع دول العالم تبدأ استعدادها لهذا الحدث العالمي قبل عامين أو ثلاثة من انطلاقه، وكي لا نخرج عن محيطنا العربي نجد أن معظم الدول العربية المشاركة بالأولمبياد بدأت استعدادها منذ أكثر من عامين، فأين رياضتنا من ذلك كله؟ وأين الغيرة على الرياضة السورية؟ إن سورية كبيرة بمواقفها الوطنية وشامخة بثوابتها، وتاريخها المشرف الذي يعتز به كل سوري، وقد قدمت القيادة السياسية لرياضتنا كل ما تحتاجه وأعطتها الكثير الكثير، وبالتالي كان لابد من الكثير من العمل والمتابعة والدأب والإخلاص أكثر من أي وقت مضى، ما يجعلنا نؤكد على محاسبة جميع المعنيين بهذا الفشل بدءاً من القاعدة ونهاية بالقمة، ليس من أجل المحاسبة وإنما للمصالحة مع الذات ومصارحتها بالتقصير، وإعداد العدة بدماء جديدة وعقول فنية علمية منفتحة، و بعيدة عن المحسوبيات للمرحلة القادمة، فهل تتم محاسبة جميع المسؤولين عن خيبتنا في لندن؟ وهل نستفيد من هذا الدرس لنتعلم الوفاء لبلدنا أكثر، ونبدأ مرحلة جديدة قوامها الجدية والمتابعة والصدق والعمل برؤى فنية وعلمية صحيحة؟ هذا ما يريده كل عاشق لسورية ورياضتها. |
|