|
الخميس 5-12-2013 إلى ذهب الحقول وبرتقال البساتين وزيتونها الأخضر, إلى سنديان جبالنا وصخورها الشماء إلى الزنود السمر سياج الوطن وسيفه وترسه. تضيع العبارات وتفر الحروف عاجزة وتقف اللغة خاشعة في محراب البطولة والتضحية وتتواضع الكلمات أمام عظمة المعاني وتنوء بحملها الأقلام فما يفعله جيشنا يرقى إلى مصاف المعجزات والخوارق ولا عجب في ذلك لأن تاريخ الجيش العربي السوري منذ تأسيسه يزخر بأبهى صور الشجاعة والبطولة وأقدس قيم التضحية والفداء وأنصع السلوكيات الانضباطية والاجتماعية وأرفع الأخلاقيات القتالية والمهنية مستندا إلى عقيدة عسكرية فذة ,تختزل أروع ما لدى شعبنا من كبرياء وشرف وكرامة وأصلب ما يتحلى به من جرأة وإقدام ورجولة وأنبل صفات الوفاء والشهادة والعطاء فكان أمينا على شعاره وطن – شرف – إخلاص وكان الوطن أمانة والشرف مبدءا والإخلاص سلوكا وكان المبدأ القومي حاضرا في عناوين هذه العقيدة إذ لم يكن الوطن الصغير (سورية) يوما إلا قلبا نابضا للوطن العربي الكبير. إن المستعرض لتاريخ جيشنا العربي السوري عبر إنجازاته وسلوكيات مقاتليه في كل المهام التي نفذها دفاعا عن سورية أو أي تراب عربي آخر يجد أن الأخلاق الإنسانية الرفيعة كانت ولا زالت أهم ما يميز عقيدته القتالية إنها أخلاق الأسلاف العظام الأوائل الذين دافعوا عن شرف الأمة وعزتها وترابها وهي نفسها أخلاق الجيش العقائدي لذا نجد أن الجيش العربي السوري اليوم في تصديه للعدوان الإرهابي العالمي المسعور غدا صمام الأمان ودرع الوطن الحصين فمهمته الشرعية المقدسة حماية المواطنين على كل شبر من أرض سورية وعندما لبى الجيش نداء الواجب لإنقاذ المواطنين من إرهاب وبطش العصابات المجرمة وضع أمام ناظريه هدفين اثنين: الأول هو حماية المواطنين وعدم تعريض حياتهم للخطر والثاني القضاء على العصابات الإرهابية المجرمة , ولتحقيق الهدف الأول ضحى مقاتلو الجيش العربي السوري بدماء وأرواح كثيرة لإنقاذ المواطنين الذين اتخذهم الإرهابيون دروعا بشرية وقد كان من الممكن اتباع خطط وتكتيكات تقضي على كامل المجموعات الإرهابية وبأقل التضحيات لولا تلك الدروع البشرية لأن الأمر العسكري والأمر الأخلاقي لمقاتلي الجيش العربي السوري يقضي بالحفاظ على أرواح المواطنين المدنيين أولا مهما كلف ذلك من ثمن ,و ذلك على عكس العصابات الإرهابية التي استهدفت وتستهدف كل مواطن سوري مدنيا كان أو عسكريا , صغيرا أو كبيرا من الساحل أو الداخل ومن الصحراء أو الجبل ومن أي لون على قوس قزح الديني ولمذهبي فكلهم مستهدفون وهذا ليس كلاما إنشائيا في الفراغ لأن كل أعمال تلك العصابات الإجرامية تؤيده وتشكل دعائمه فعلى من يطلقون قذائف الحقد وصواريخ القتل؟! بل وعلى من استخدموا السلاح الكيماوي؟! وضد من يفجرون العربات المفخخة في كل مكان؟ هم كما القذائف والقنابل لا يفرقون بين سوري وآخر فقد صبوا حقدهم على رياض الأطفال وعلى المدارس والجامعات والمشافي ومحطات الحافلات والأسواق الشعبية المزدحمة وحتى دور العبادة لم تسلم من إرهابهم إذ نالها الكثير من إجرامهم , كما خطفوا وقتلوا وذبحوا العشرات من رجال الدين المسيحي والإسلامي بأطيافهم المذهبية كافة فمن هو المواطن السوري الذي لم يستبيحوه ولم يكن موضع استهداف إجرامهم ؟! أما أساليبهم فأضحت موضع اشمئزاز وغضب كل شعوب العالم فضلا عن السوريين أنفسهم بما تتضمنه من خطف وقتل وذبح وتقطيع وتنكيل بل والتهام للحم البشر وبالطبع فإن ذلك يتنافى مع معتقدات شعبنا وثقافته وتاريخه الذي لم يشهد مثيلا لإجرامهم وبالتالي فهو غريب عن عقيدة الجيش العربي السوري الذي ما إن يقضي على العصابات المجرمة في منطقة ما حتى يستقبله أهلها بالزغاريد معبرين عن فرحهم وشكرهم له بقولهم: (ما أنقذنا إلا الله والجيش) فالجيش أنقذهم وحافظ على أرواحهم وممتلكاتهم وأعاد المهجرين منهم إلى بيوتهم بعد أن أعمل الإرهابيون فيهم الذبح والقتل والخطف والتعذيب والاغتصاب ونهب الممتلكات وتدمير المنشآت واتخاذ من تبقى منهم بعد عمليات التهجير الممنهج دروعا بشرية. أما المسألة الأخرى التي توضح نبل عقيدة الجيش العربي السوري البطل وطهارة مقاتليه فهي أنه يقاتل عصابات إجرامية في منتهى الإجرام والخطورة على امتداد التاريخ والجغرافيا البشريين ورغم كل إجرامها وحقدها لم يستخدم جيشنا أيا من أساليبها الإجرامية القذرة ولم يقاتل تحت راية الانتقام أبدا ولم يقابل الجريمة بمثلها وتعامل كل مقاتل مع أعداء وطنه بقيمه هو لا بقيم المجرمين القتلة وبوعي كامل لأبعاد المخطط العدواني الذي يستهدف سورية ضاربا أروع أمثلة الحكمة والعقل والصبر والابتعاد عن الحقد والانفعال فكان مقاتلوه مثالا للشرف والانضباط والوطنية. فكل الحب والتقدير لمن أعارت هاماتهم الحرمون شموخه وكبرياءه فأهدى قلوبهم نصوع ثلوجه الغرّاء, فكانوا بركانا على الأعداء وبردا وسلاما على الأوطان. سلام عليهم وموعدنا ساحات النصر وقمم المجد والعلياء. |
|