|
عواصم فقد استعادت روسيا دورها ومكانتها الدولية لتثبت أن سلطتها تتزايد وأن دبلوماسيتها كانت الأقوى من خلال تسوية الأزمات على مستوى العالم وسياستها أوقفت نشوب حرب عالمية ثالثة. حيث أكد يوهان بيكمان وهو خبير فنلندي أن «جهود روسيا لحل الأزمة في سورية ساعدت في منع حدوث حرب عالمية ثالثة». وتابع بيكمان في مؤتمر صحفي في وكالة ايتار تاس الروسية للأنباء أمس أن «موقف روسيا أعلى من موقف الأمم المتحدة التي فعلت القليل لسورية» مضيفاً أن «الوضع يعود لطبيعته الآن في سورية». وقال الخبير الفنلندي إن «السلطة الروسية تتزايد في العالم اذ بإمكان روسيا اليوم تسوية أي أزمة» مضيفاً أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف لعبا دوراً كبيراً في حل القضايا العالمية». كذلك أكد يارومير نوفوتني نائب وزير الدفاع التشيكي السابق أن الولايات المتحدة «فقدت بشكل واضح هيمنتها على العالم والتي سادت بعد تفكك الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي السابق» مشيراً إلى أن الموقف الروسي القوي تجاه تطورات الأزمة في سورية أجبر الولايات المتحدة لأول مرة على التراجع وعدم شن عدوان على سورية. وقال نوفوتني في تحليل نشره أمس في موقع قضيتكم تسي زد الإلكتروني التشيكي: إن «حقبة الوضع المتميز التي كانت تتمتع بها الولايات المتحدة انتهت وأن العالم في نهاية العام الجاري أصبح متعدد الأقطاب». واعتبر نوفوتني أن ما يجري الآن في أوكرانيا من تطورات هو أيضاً «حركة روسية إلى الأمام على لعبة شطرنج السياسة العالمية» وأنه بغض النظر عن اتجاه التطورات القادمة في أوكرانيا، أي الميل نحو الاتحاد الأوروبي أو نحو روسيا فإن موسكو أظهرت من جديد أنها عادت إلى الساحة الدولية بقوة وأنه يتوجب أخذها بعين الاعتبار بعد الآن في أي قضية. وأوضح نوفوتني أن روسيا «أظهرت قبل فترة مدى غضاضة الاقتصاد الأوكراني عندما رأت أن موضوع التوقيع على معاهدة الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي يسير على الطريق الذي يوصل إلى ذلك حيث حدت من استيراد المنتجات الأوكرانية ونبهت حكومة كييف إلى أنه في حال توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد فإن روسيا ستكون مضطرة لحماية السوق الروسية جمركياً من المنتجات الأوكرانية». كما لفت نوفوتني إلى أن القيادة الأوكرانية أعادت تقييم الوضع فوجدت أنها ستخسر بذلك /630/ مليار يورو لذا طالبت الاتحاد الأوروبي بالتعويض المالي عن ذلك، غير أن الاتحاد لم يقر لها سوى مبلغ /630/ مليون يورو الأمر الذي جعل الرئيس الأوكراني يرفض التوقيع على المعاهدة. واندلعت موجة أعمال عنف واحتجاجات حاشدة في أوكرانيا بعد رفض الحكومة التوقيع على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي باعتبار أنها بشكلها الحالي لا تصب في مصالح اقتصاد البلاد، لكن المعارضة اعتبرت أن هذا القرار يعني التخلي عن هدف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. |
|