|
صفحة اولى أميركا تعزز نقاط احتلالها في المنطقة بشكل شبه يومي، وترسل المزيد من جنودها وقاذفاتها الاستراتيجية إلى منطقة الخليج تحت ذريعة الحماية البحرية، وتحشد حلفاءها لرفع منسوب التهديد ضد إيران، ومحور المقاومة بأكمله، وتزيد من وتيرة دعمها للتنظيمات الإرهابية في سورية، وتهيئ كل الظروف لإعادة النفخ في داعش وإحيائه مجدداً في العراق وسورية، بالتوازي مع تسريع خطواتها لتظهير «صفقة القرن»، وهذا يشير إلى رغبتها في إشعال لهيب الفوضى، لتمرير مخططاتها في سورية وفلسطين والعراق ولبنان واليمن، وخاصة أن رقبة ترامب تحت مقصلة العزل، ولا بأس من تصدير أزماته إلى الخارج. ليبيا هي أيضاً مسرح لحروب قادمة، ومؤتمر برلين كشف جزءاً من الأطماع الأميركية والغربية على حد سواء، والتركيز خلال المؤتمر على ضرورة وقف أي أعمال عدائية ضد المنشآت النفطية، بغض النظر عما يتحمله الشعب الليبي من مآس منذ غزو الناتو لهذا البلد وحتى اليوم، يعطي مؤشرات كافية على أن الحرب لن تنتهي قريباً، فالجميع يريد حصة من كعكة الذهب الأسود، ورغم مطالبة المؤتمر بالكف عن إرسال الأسلحة، إلا أن العديد من الأطراف لم تلتزم، ونظام أردوغان يقوم بالمهمة نيابة عن مشغله الأميركي، لتوسيع ساحة المواجهة مع الدول الأوروبية، سواء في ليبيا أو في البحر المتوسط. وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أقر صراحة بتدخل بلاده في شؤون فنزويلا بهدف تغيير السلطة الشرعية، وهذا مشهد آخر ينبئ بتطورات مستقبلية، لا يستبعد منها الغزو العسكري لفنزويلا، بحال فشلت القوة الناعمة في تحقيق الأجندة الأميركية، لاستكمال مخطط الهيمنة على ما تعتبره حديقتها الخلفية، وفنزويلا جزء منها، لتتأكد حقيقة أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تتخلى عن أسلوب الفوضى والإرهاب، فهو بمنزلة شريان الحياة لوجودها، واستمرار هيمنتها، والحفاظ على مصالحها في الكثير من دول العالم، ويؤكد أيضاً ماهية سياساتها المبنية على القتل والتدمير، والتي تستند إلى معايير الكذب والتضليل والنفاق لتبرير أعمالها العدوانية في أكثر من مكان. |
|