|
شؤون سياسية والتي حقق فيها حزب الحركة من أجل التغيير الديمقراطي المدعوم من الغرب الذي يتزعمه مورغان تسفانجيري على 99 مقعداً مقابل 97 مقعداً لحزب زانو الحاكم بزعامة موغابي البالغ من العمر 84 عاماً, يبلغ عدد أعضاء البرلمان 210 مقاعد. ورغم أهمية إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية, إلا أن التركيز ينصب حالياً على الإعلان رسمياً عن نتائج الانتخابات الرئاسية, التي يقول حزب الحركة من أجل التغيير الديمقراطي أن مرشحه فاز فيها, بينما حزب زانو الحاكم ينفي ذلك, ويبدو أنه لم يتضح تماماً بعد من فاز بمنصب الرئيس, لأن الفوز يتطلب أكثر من خمسين بالمئة, وإلا سيتم إجراء انتخابات تكميلية لحسم الفائز, وتعتمد المعارضة في الإعلان عن فوزها بمنصب الرئيس على أرقام بناء على استطلاعات لرأي الناخبين وفق عينات عشوائية وبطبيعة الحال فإن مثل هذا الاستنتاج لا يمكن قانونياً الركون إلى مصداقيته بشكل مطلق. لهذا فقد رفضت حكومة زيمبابوي إعلان المعارضة, وقالت إنها (مجرد أمنيات) ووصف برايت موتانجا نائب وزير الإعلام تصرف المعارضة بأنه (غير مسؤول وقد يؤدي إلى اندلاع أعمال عنف) وإذا ما أظهرت النتائج الرسمية أن أي من المرشحين لم يحقق النسبة المطلوبة للفوز, فإنها ستتم جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية. واللافت للاهتمام رد فعل بريطانيا المستعمرة السابقة لزيمبابوي التي لم تخف تأييدها للمعارضة (الديمقراطية) إذ وصفت تسفانجيري زعيم المعارضة بأنه انتهج سلوك رجل دولة, واعتبر وزير الخارجية البريطاني أن تأخر السلطات الزيمبابوية في إعلان النتائج دلالة على أن الحكومة تحاول التلاعب بها ولا تريد التخلي عن الحكم, أما البيت الأبيض فقد صرح المتحدث باسمه قائلاً: إنه من الواضح أن شعب زيمبابوي قد (صوت من أجل التغيير), ومن جانبه دعا الاتحاد الأوروبي الرئيس موغابي إلى الاستقالة, ولمح إلى أنه في حال عدم تخلي موغابي عن السلطة, فمن المتوقع حدوث انقلاب عليه. وحيال الموقف الغربي المنحاز لحزب الحركة من أجل التغيير الديمقراطي المعارض, اتهمت الحكومة في زيمبابوي بريطانيا بأنها تحن لمستعمرتها السابقة وتخطط لغزوها مرة أخرى وتدرس إمكانية اغتيال قادتها السياسيين, ولكن الحكومة أعلنت بأنها ستظل مستعدة للدفاع عن نفسها وعن استقلالها ضد (التهديدات المشؤومة). والحكومة البريطانية التي ما زالت غاضبة جراء طردها من البلاد تخطط لشن عدوان على هذا البلد الذي تنظر إليه ضمن إطار مصالحها القومية خاصة بعد اكتشاف موارد وثروات غنية تمتلكها زيمبابوي, وسيلت لعاب المستعمرين التقليديين والجدد. ولكن الزعيم الزيمبابوي موغابي الممنوع من السفر إلى أوروبا والمحاصر من قبل الدول الغربية, والرافض للعقوبات المفروضة على بلاده, يدرك أن الغرب وبالتعاون مع أقطاب المعارضة, لم يتوقفوا عن توظيف أموال هائلة في عمليات الانتخابات والتي تسمى (المال السياسي) والرشاوى وشراء الذمم, والصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها زيمبابوي اليوم لم تكن لتحدث لولا التآمر الغربي على زيمبابوي. لقد بدأ الرئيس الحالي روبرت موغابي حياته كبطل لبلاده ولإفريقيا, حيث كرس حياته للنضال ضد التمييز العنصري في القارة السمراء, ووصل موغابي إلى السلطة عام 1980 كرئيس للحكومة, وكان قبلها زعيماً لحزب الاتحاد الوطني لزيمبابوي الإفريقية, الذي قاتل ضد الأقلية البيضاء الحاكمة. بالنسبة للشعب يعتبر موغابي قائداً وبطلاً, حارب من أجل الاستقلال والحريةوكان الأبرز في جميع المحطات التاريخية لزيمبابوي أي (بيت الصخر الكبير), مع انحسار الاستعمار عن القارة الإفريقية, نالت روديسيا سابقاً استقلالها عام ,1965 ولكن المستعمر البريطاني رفض التخلي عن السلطة فحكمها من خلال الأقلية البيضاء, وبقيت عملياً جميع المؤسسات والجيش والقوى الأمنية ومراكز الخدمة المدنية والجهاز القضائي بيد البيض, بينما الغالبية السوداء التي تمثل 99% بالمئة من السكان محرومة من الحكم ومحرومة من الأراضي الزراعية الخصبة التي بقيت تحت سيطرة البيض الذين لا يتجاوز عددهم واحد بالمئة فقط. في عام 1980 تحقق الاستقلال الحقيقي تحت اسم (زيمبابوي) وأصبح لها علم جديد وحكومة برئاسة موغابي الذي انتخبه الشعب. وفي عام 2002 علقت عضوية زيمبابوي في دول (الكومونولث) على خلفية اتهامات تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان خلال عملية إعادة توزيع الأراضي, واتهامه بتزوير الانتخابات, وبدأت العواصم الغربية تشن هجوماً شرساً على نظام موغابي وفرضت حالة حصار اقتصادي وسياسي على نظامه, وعانت البلاد صعوبات هائلة جراء هذه السياسة الغربية الاستعمارية. وإذا كانت انتخابات عام 2005 قد أكدت فوز حزب موغابي بثلثي المقاعد البرلمانية (71 مقعداً من أصل 120) والتي رفضها تسفانجيراي زعيم المعارضة وبقي معارضاً شرساً لموغابي, إلا أن الانتخابات الحالية قد غيرت المعادلة السياسية في البلاد ولكن الانتخابات الرئاسية لم تحسم نتائجها بعد, ومن غير الواضح لمن تكون الغلبة, هل ستتمكن المعارضة المدعومة من الغرب من وضع حد لنظام ما زال مستمراً منذ ثمانية وعشرين عاماً في خدمة زيمبابوي, أم ستحسم الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية فيما إذا جرت الموقف?! ** زيمبابوي (روديسيا سابقاً) حصلت على استقلالها عام 1965 وهي دولة إفريقية عاصمتها هراري. عدد سكانها 12.5 مليون نسمة (99% سود 1% بيض), مساحتها نحو 400 ألف كيلو متر مربع. تشتهر زيمبابوي بزراعة القمح والذرة والقطن والتبغ والبن,حصلت على استقلالها الفعلي عام 1980 حيث طردت الأقلية البيضاء البريطانية الأصل, وأصبح روبرت موغابي رئيساً للجمهورية. اكتشفت في البلاد ثروات كبيرة من اليورانيوم وتمتلك أيضاً مناجم الكروم والذهب والرصاص والفضة والبلاتينيوم وغير ذلك. في عام 2002 علقت عضويتها في دول (الكومونولث). |
|