|
لوفيغارو للمرة الأولى منذ أربعين عاماً, يلقى حزب العمال هزيمة نكراء في الانتخابات البلدية, ففي اليوم الثاني للانتخابات لم يجد المعلقون كلمات قاسية كفاية لوصف الصفعة السياسية التي وجهها البريطانيون لرئيس الوزراء ومجموعته. فقد عنونت صحيفة إيفينينغ ستاندار: (حمام دم ل براون) وكان صدى صحيفة تيليغرام (براون تحطم في الانتخابات). عام 1968 عرف حزب العمال بعهد هارولد ويلسون هزيمة مماثلة في الانتخابات البلدية, وبعد سنتين من ذلك فقد السلطة. واليوم بينما يخسر حزب العمال مقاعد نجد أن المحافظين والليبراليين الديمقراطيين يكسبون فقد سقطت الكثير من قلاع حزب العمال قال غوردون براون من الوضح أنها انتخابات مخيبة للآمال. وأكد أنه كان يسمع رسالة الناخبين مشيرين إلى ارتفاع تكاليف الحياة, كتفسير لهذه النتائج المحلل كورتس وهو استاذ علوم سياسية يقدم تفسيراً عميقاً لهذا الأمر بتأكيده أنه عام 1995 لم يحصل المحافظون بعهد جون ماجور إلا على 25% من الأصوات وذلك قبل لفظهم من السلطة بعامين. وكذلك حزب العمال عام 2004 سجل نتائج سيئة في الاستفتاءات البلدية. بسبب استياء الشعب من التزام بريطانيا العسكري في الحرب على العراق, وتماهي حكومة بلير مع السياسة الأمريكية. وسار حزب اليمين المتطرف بمسألة الاندماج ليفرض وجوده في الانتخابات. لكن لم تختف أسباب الاستياء تلك ولاسيما بعد الصراعات التي نشأت بين أفراد حزب العمال بعد مغادرة طوني بلير للسلطة ما ساهم أكثر في خسارتهم. أيضاً تعكس خسارة حزب العمال تقدم حزب المحافظين ديفيد كاميرون الذين يسيرون اليوم بحركة صاعدة بعد اجتيازهم مرحلة تصحر لمدة عقد من الزمن, وذكرت التايمز( للمرة الأولى بعد جيل يعود حزب التوري كقوة وطنية حقيقية) رفض مسؤولو حزب العمال التهويل مشيرين إلى أن انتخابات نصف الفترة تكون صعبة دائماً بالنسبة للحكومات البريطانية. وعلى براون خلال السنتين القادمتين محاربة الانشقاق في السلطة وتغيير أسلوبه. وعزا براون إخفاقه إلى الظروف الاقتصادية الصعبة, في الحقيقة أثرت أزمة المال العالمية بشكل خاص على بريطانيا, لكن هذا العذر غير كاف لتبرير تدهور حزب العمال, فقد استطاع المحافظون أن يستفيدوا من الفرصة ليذكروا أن (براون) ظل وزيراً للمالية لمدة عشر سنوات أي المسؤول المالي والاقتصادي في بريطانيا, فكيف لم يستطع تحضير الدولة لمواجهة هذه الأزمة. في حزيران 2007 كان براون مكللاً بهالة من السمعة الحسنة, لأن الاقتصاد كان يبدو بصحة جيدة, لكن خلال أقل من سنة بدأ شبح التراجع, يلوح وخيمت روح التشاؤم, من حينها بدأت تتراجع شعبيته وكان ذلك في تشرين الأول 2007 في الوقت الذي بدأ يحضر للانتخابات التشريعية.. قول النائب المحافظ كينيث:( أثبت غوردون براون عدم جدارته باتخاذ قرار سريع بحالة الطوارئ فقد بدا متردداً في العديد من القرارات عند إفلاس بنك نورثيرن روك, وإصلاح الضرائب.. ورغم إخفاقه في الانتخابات لم يطلب أحد من حزبه استقالته,) وإن انتقد بعضهم ميزانيته. واليوم لا يوجد أمام رئيس الوزراء سوى حل وحيد إرجاء الانتخابات التشريعية قدر الإمكان حتى منتصف العام 2010 مع أمل ألا تسوء أكثر حركة الاقتصاد البريطانية. |
|