|
ترجمة بينما تبدو خطابات أولمرت الكثيرة بلا أي مضمون. وعندما وصل أولمرت إلى السلطة قدم ما يشبه الأجندة السياسية التي كان من المفترض أن تكون أشبه بعملية تاريخية وتتضمن تخلي إسرائيل عن جزء كبير من الأراضي الفلسطينية المحتلة وتفكيك المستوطنات شرق جدار الفصل وضم المستوطنات بين الخط الأخضر والجدار , والآن وبعد سنتين على حرب جرت في لبنان لم يحدث شيء هذه الأشياء حتى الكلمة قد نسيت تماماً واللعبة الوحيدة هي المفاوضات مع السلطة الفلسطينية والتي تحولت إلى مهزلة في وضع يشبه الممثلين على خشبة المسرح يشربون من أكواب فارغة. جميع الأطراف تتظاهر بأن المفاوضات جارية على قدم وساق, فهم يعقدون لقاءات ويتعانقون ويبتسمون أمام عدسات الكاميرات ويعقدون مؤتمرات صحفية ويدلون بتصريحات, لكن على أرض الواقع لا شيء يتحقق, جميع المشاركين في هذه المهزلة لديهم أسبابهم, أولمرت يحتاج إلى أجندة من أجل ملء الفراغ وجورج بوش البطة العرجاء الذي سيترك خلفه دماراًفي جميع المجالات يسعى لإنجاز شيء على الأقل ولو كان زائفاً قبل انتهاء ولايته, أما محمود عباس المسكين الذي يعتمد بقاؤه على تحقيق أي إنجاز سياسي لشعبه, فيلهث خلف هذا الوهم بكل قوته وهكذا تستمر المهزلة, ويخطئ من يعتقد أن إسرائيل أو الحكومة الإسرائيلية بلا أجندة, فالأجندة موجودة ولكنها مخفية أو في اللاوعي, يقول الناس إن الايديولوجيا ميتة لكن هذا خطأ فلا يوجد مجتمع بلا ايديولوجيا ولا يوجد أي إنسان بلا ايديولوجيا, وعندما لا تتوافر ايديولوجيا واعية وواضحة ستكون هناك ايديولوجيا اللاوعي والتي ستكون أخطر, لماذا? لأن الايديولوجيا غير الواعية يمكن شرحها ونقدها ومعارضتها ولكن من الصعب محاربة الايديولوجيا غير الواعية لأنها توجه الأجندة وهذا هو السبب وراء ضرورة كشف وتحديد الأجندة, ولو سألت أولمرت هل لديه أجندة فسوف يقول :إن أجندته هي صنع السلام, في هذه الحالة فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لا توجد مفاوضات جادة وليس ادعاءات سخيفة فقط? ولماذا يجري البناء الضخم للمستوطنات على قدم وساق حتى في المستوطنات الواقعة في شرق الجدار وداخل المنطقة التي صرح المسؤولون الإسرائيليون بأنها ستؤول للدولة الفلسطينية? لماذا تقوم الحكومة بعشرات الإجراءات العسكرية والمدنية يومياً والتي تدفع بالسلام بعيداً? . ولا يوجد أي مهرب من الإقرار بأن الحكومة الحالية لا تعمل من أجل السلام ولا حتى تريده فضلاً على أنه لا توجد معارضة برلمانية مؤثرة ولا حتى من الصحافة للضغط على الحكومة من أجل تحقيق السلام, أي إن يوجد خلف الأجندة المفترضة التي تظهر في الصحافة أجندة أخرى غير مرئية ومعارضة للسلام). النقاش الحالي يركز على أن الحكومة ضعيفة تجاه المستوطنين وطبقاً للصيغة الشكلية السائدة (كلتا الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية ضعيفة وغير قادرة على صنع السلام, وكل شيء يتم تأجيله لحين بروز قيادة قوية في كلا الجانبين, فضلاً عن أن البطة العرجاء بوش لا يستطيع فرض السلام. إن المستوطنات هي مجرد سبب بمعنى آخر لماذا لاتعمد الحكومة إلى تجميد المستوطنات? ولماذا تتوسع المستوطنات بشكل ملحوظ وتنشأ أخرى بالقرب من المستوطنات الكبيرة القائمة مادامت تشكل عقبة أساسية في طريق السلام? إن المستوطنات هي مجرد حجة وثمة شيء آخر وهو الأجندة المخفية التي تدفع الحكومة والعملية السياسية برمتها إلى رفض السلام, والسؤال هنا ما جوهر السلام? الجواب هو الحدود, فعندما يحقق السلام بين شعبين جارين يعمدان في البداية إلى ترسيم الحدود بينهما وهذا الشيء الذي ترفضه المؤسسة الإسرائيلية لأن ذلك يبطل روح الصهيونية. هذا هو السبب وراء رفض ديفيد بن غوريون في إعلان قيام إسرائيل أي ذكر للحدود, وفي هذا السياق يمكننا إيجاد تشابه بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية التي أنشأت على طول الحدود الشرقية البحرية ولم ترتح حتى وصلت إلى الشواطىء الغربية من الجانب الآخر من القارة ثم جاءت موجة الهجرة الضخمة من أوروبا من جميع الحدود منتهكة جميع الاتفاقيات مبيدة سكان أميركا الأصليين ولتشن حرباً ضد المكسيك وتحتل تكساس وتغزو أميركا الوسطى وكوبا, والشعار الذي برر تصرفاتهم طبع على عملة عام 1845 بأمر من جون أوسيوليفان (بيان القدر) ونسخة إسرائيل من بيان القدر شعار موشيه دايان نحن مقررون بقضاء الله ومعروف عن دايان أنه خاطب الشباب, نحن مقدر لنا أن نعيش في دولة دائمة الحرب مع العرب إن هذه الأرض أرض أجدادنا وقد ولدنا فيها واعتبر أن دور الشباب هو العمل على توسيع المستوطنات للأبد, هذه هي الأجندة الخفية ويجب علينا إخراجها من أعماق اللاوعي في عقولنا إلى عالم الوعي من أجل مواجهتها وكشف الخطر المخيف المخفي فيها ,خطر الحرب اللامنتهية التي ستقود هذه الدولة إلى الفناء. الانترنت - عن موقع counnter punnch |
|