|
ترجمة ومنذ خروج البريطانيين من فلسطين في /15/ أيار عام ,1948 أعلن بن غوريون زعيم المجلس اليهودي, ومن طرف واحد وبشكل أحادي استقلال مادعاها-(إسرائيل), وهذا هو الوجه الأول للاحتفال الذي تقيمه (إسرائيل) بمناسبة تأسيسها, أما الوجه الثاني فهو وجه مأساوي شديد السوداوية حيث عانى كافة سكان فلسطين من العرب, والذين كان يبلغ تعدادهم في ذلك الحين المليون من تداعيات هذا التقسيم, والذي ترافق مع عمليات تطهير عرقية حقيقية ومجازر وتهجير جماعي, إنها المأساة أو (النكبة) حيث مازال الفلسطينيون يحتفظون بالذكرى السوداء عن هذا التاريخ. ولكي ندرك جيداً جسامة هذه الكارثة ينبغي علينا العودة قليلاً إلى الوراء, إلى السنين التي سبقت هذا التاريخ إذ ومنذ عام 1920 أنشأ أوائل المستوطنين اليهود في فلسطين عصابات مسلحة عرفت باسم الهاغانا, وكان دورها حماية المستوطنات اليهودية التي زاد عددها شيئاً فشيئاً, وفي عام ,1931 أنشأ الصهاينة بزعامة فلاديمير جابوتنسكي عصابات الآراغون التي انضم اليها فيما بعد عصابات شتيرن وأطلق على العصابتين اسم (ليهي) والعصابتان المذكورتان كانتا منذ تأسيسهما تمارسان ضد الأهالي العرب أعمالاً, يطلق عليها حالياً اسم (أعمال ارهابية), وتفسر الهجمات الشرسة, على القرى العربية, وقتل الأهالي العرب والتي زادت منذ آذار عام ,1948 سبب وجود تلك العصابات, والتي اندمجت في هذا التاريخ لتشكل عصابات الباهال وفي العاشر من شهر أذار من العام نفسه قرر /11/ مسؤولاً يهودياً استكمال خطة (دعيت خطة داليه) ترمي إلى معالجة مسألة بعثرة المستوطنات اليهودية استكمالاً لخطة تقسيم فلسطين, بالاعتماد على القضاء على القرى العربية وطرد أهاليها وتشريدهم وجرى تطبيق هذه الخطة وبوحشية فظيعة, ارتكب خلالها قطعان المستوطنين اليهود المجازر العديدة, وأشهرها مجزرة دير ياسين (9 نيسان 1948) راح ضحيتها /254/ مواطن فلسطيني بين رجل وامرأة وطفل, وغيرها, حوالي أربع مجازر على الأقل. وبسبب الارهاب والفظاعة الوحشية التي أثارتها تلك المجازر وعمليات القتل في صفوف الأهالي الفلسطينيين, والتي ثبت أنها عملية تطهير عرقي, وتدمير /531/ قرية فلسطينية, فر حوالي 800 ألف فلسطيني ومن بقي منهم طرد بالقوة من منزله وأرضه. ولم يتبق في فلسطين إثر عمليات التهجير القسري والترهيب واحتلال المنازل والأراضي بالقوة سوى /170/ ألف فلسطيني. وهنا كانت النكبة بمعناها الصحيح, ولابد أن نضيف إلى ذلك تداعيات حرب عام ,1948 التي شنتها في 15 أيار عام 1948 الدول العربية على (إسرائيل), التي رفضت قبول تقسيم فلسطين. وامتدت العمليات العسكرية منذ أيار عام 1948 لغاية مطلع عام 1949 قطعتها هدنات عديدة, وفي آخرالمطاف احتلت (إسرائيل) 80% من أراضي فلسطين بدلاً من 55% المقترحة من قبل الأمم المتحدة, وتبعت الضفة الغربية للأردن وقطاع غزة إلى مصر. وهكذا لم يتبق جزء من أراضي فلسطين التاريخية لإقامة دولة فلسطين عليها أوصت بها الأمم المتحدة, وعقب حرب حزيران عام ,1967 احتلت (إسرائيل) الضفة الغربية وغزة. والآن يعيش /4/ مليون فلسطيني كلاجئين في /59/ مخيم منتشرين في الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية, والجميع مازال يحتفظ في أعماق قلوبهم بأمل العودة إلى قراهم وأراضيهم يحتفظون بأوراق ملكيتهم للبيت والحقل, وذكرياتهم الوحيدة المتبقية وحتى مفاتيح منازلهم. والآن ثمة (نكبة) أخرى تهدد مليوناً ونصف المليون فلسطيني يعيشون في غزة, يطبق عليهم حصار إسرائيلي خانق, ويدكهم يومياً قصف إسرائيلي متواصل نتج عنهما كارثة إنسانية حقيقية تحت انظار مجتمع دولي غير مبال أثملته حتى الغيبوبة فرضية (الحرب ضد الإرهاب) وانقادوا انقياداً أعمى إلى واشنطن. فهل ستصلح الأمم المتحدة, يوماً ما خطيئتها الكبرى عام 1948 بشكل يستطيع الفلسطينيون العيش في سلام وأمان في أرض أجدادهم, مثلهم مثل شعوب العالم أجمع?. الإنترنت- عن موقع le progres |
|