|
أبجد هوز الله يموتني ويخلصني من هذه العيشة, يا رجل! كل وزير في حكومتنا المظفرة يعمل وكأن وزارته مستقلة عن الوزارات الأخرى, فأحدهم فتح باب استيراد السيارات على مصراعيه, فجعل السيارات الحديثة تتدفق على البلاد كالسيول, والآخر المتخصص بشق الطرق وتوسيعها بدا وكأنه لم يسمع بما فعله زميله, فترك كل شيء على حاله, وبدأت السيارات تتطاحش وتتطاقش وبدأ الناس يتسطحون على الطرقات وما عادت السيارات التي تقول وي وي كافية لنقلهم إلى المستشفيات! قال الكاتب العفشيكا: إذا سمحت يا زوجتاه! توقفي عن فلسفة الأمور لحظة واحدة وفكري معي كيف سنساعد قريبك في محنته, ألم ينقلوه إلى المشفى? قالت: بلى, والآن اتصل بي ابن أختي الذي أسعفه وقال لي إن النقالة التي تقله عترست أمام باب غرفة الإسعاف لأن حادثاً مرورياً آخر على مستوى عال قد وقع على أحد الطرقات العامة. قال: ما دام الأمر معقداً على هذا النحو فلا بد وأن مدير الصحة يشرف بنفسه على تصريف أمور المصابين وتأمين ما يلزم لهم من دماء وسيرومات وإبر وتحاميل وصور شعاعية وإيكو وميكو ورنين وطبقي محوري. قالت: أسفي عليك وأنت الكاتب الصحفي الذي تزعم أنك تعرف كل ما يجري في هذه المحافظة العظيمة وحينما يجد الجد تقعد وتتكلم في المثاليات, جاهلاً بما يحدث على الأرض, إن مدير الصحة, كما أبلغتني جارتنا الموظفة عنده, في أكثر الأحيان قافل الباب على نفسه والهواتف ملتصقة بأذنيه, وآخر ما يفكر فيه هو هذه السخافات المتعلقة بالإسعافات! قال الكاتب: إذن تذكري معي الحكمة القائلة إن الحي أفضل من الميت, واتصلي بابن أختك واطلبي منه أن ينقل المصاب إلى أقرب مشفى خاص, فعلى علمي أن الأجور فيها انخفضت كثيراً بعد غلاء المازوت. دهشت الزوجة وقالت له: هل يعقل أن الأسعار انخفضت? قال العفشيكا وهو يضحك: طبعا,لأنه لا يوجد أي جهاز طبي في العالم يعمل على الديزل! صح أم لا?! merdas@scs-net.org |
|