تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من أجل مستقبل مشرق .. وإعلام تربوي جديد

مجتمع
الاثنين 18-11-2013
خلود حكمت شحادة

لأنهم زاد مستقبل واعد في زمن تصحيح... أمل المستقبل وزهرات الحاضر التي تحتاج لرعاية وسقاية واهتمام، أطفالنا الذين تربوا على حب وطنهم والإيمان به رضعوا حب الوطن والمواطنة من عبق ترابه وشمس سمائه..

أدرك القائمون على الطفولة والأطفال أهميتها كمرحلة نمائية وركيزة للمستقبل فاهتموا بهم وبكل تفاصيلهم ولم يكن الملتقى الأول للإعلام الطفولي الذي أقامته وزارة التربية بالتعاون مع منظمة طلائع البعث ووزارة الإعلام في مكتبة الأسد بدمشق سوى إحدى تلك المبادرات الهامة والخلاقة التي ترعى الطفولة وتهتم بما يتلقونه في محاولة لوضع سياسة إعلامية تربوية موجهة للطفل تأخذ بعين الاعتبار الخصائص التربوية والنفسية لوعي الطفل وتراعي قيم الانتماء والمواطنة لديه.‏

وتحقيقاً لأهداف هذا الملتقى كان هناك مجموعة من الحوارات والنقاشات التي يقودها مختصون في الإعلام والتربية وعلم النفس مع مديري المدارس والموجهين والمرشدين الاجتماعيين وبعض من المختصين بالإعلام الموجه للطفل.‏

ومن المواضيع التي تم بحثها في الملتقى: العملية الإعلامية ومكوناتها، شبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الطفل، فاعلية الإعلام الطفو لي في التنشئة الوطنية ولاسيما من خلال الإعلام الالكتروني، والخصائص النفسية والاجتماعية للأطفال في مجتمعنا ومهارات التواصل معهم، ومضامين الرسائل الإعلامية الموجهة للأطفال.‏

وقد كان لكل مناقشة أو محاضرة مع اختلاف التسمية ولكن الهدف واحد الأهمية والفائدة لدى الحضور فقد بحث الدكتور مازن ملحم من كلية التربية الخصائص النفسية والاجتماعية للأطفال ومدى تأثرهم بوسائل الإعلام حيث قال:‏

الابتعاد عن اللامبالاة‏

الأطفال هم مرآة المجتمع فإذا أردنا الحكم على تطور مجتمع نظرنا إلى مدى إشباع حاجت الأطفال فيه، وأشار إلى أن مرحلة الطفولة مرحلة أساسية في البناء النفسي والاجتماعي والمعرفي وما سلوك الطفل إلا انعكاس لما يتلقاه من الأسرة والبيئة المحيطة ولهذه الخبرات الدور البارز في صياغة شخصية الفرد لاحقاً لذا تلعب وسائل الإعلام دوراً كبيراً في تشكيلها من حيث الأسس النفسية والسلوكية والمعرفية والمزاجية التي يقوم بها الفرد.‏

وذكر د. ملحم أن ما يتم عرضه على بعض وسائل الإعلام المغرضة خطر جداً داعياً إلى عدم ترك الأطفال فريسة لهذه القنوات وإنشاء قناة متخصصة بالأطفال مشبعة بالفكر الوطني لتتم تنشئة الأطفال على سوية من التفكير العلمي والتربوي، ولم يُغفل الناحية الإيجابية لوسائل الإعلام حيث أكد على دورها في تنمية شعور الأطفال بالانتماء للوطن والمحافظة على الممتلكات والأمن من خلال تطوير سلوكهم على طريق تقديم النماذج الايجابية للأطفال والابتعاد عن اللامبالاة وبعض السلوكيات الخاطئة والتي تشعر الطفل بعدم انتمائه.‏

أما الدكتورة رأفات أحمد اختصاصية التشخيص والعلاج النفسي فقد كانت محاضرتها عن دور الإعلام في تربية وثقافة الأطفال في ظل مايشاهدونه على القنوات المغرضة التي تعمل على تنمية الحس العدواني لدى الطفل وتخلق لديه الاعتياد على فكرة القتل والعنف تحت مسميات خادعة كالدفاع عن الخير والمظلومين، حيث حذرت د. أحمد من الأثر السلبي الذي تتركه القنوات الإعلامية على الطفل كعدم تنظيم يوم الطفل وانتفاء أهمية الوقت بالنسبة له واكتسابه للفوضى وتبلد الشعور لقاء ما يتعرض له الطفل يومياً جراء متابعته لوسائل الإعلام بعشوائية وذلك من خلال رسائل توضيحية بسيطة تقدم له دون انتباه من القائمين على تربية ذلك الطفل وتوجيهه.‏

اقتراحات وآمال‏

وعلى هامش الملتقى سألنا بعضاً من الاختصاصيين التربويين الحاضرين عن الفائدة التي لمسوها من هذا الملتقى‏

إنعام العلي موجهة تربوية - مديرية تربية دمشق تقول:‏

بالنسبة لما طُرح في ورشة العمل إذا طبق ماقيل عن إعلام الطفل وعن إعداد البرامج التي تهم الطفل وعن التنسيق بين التربية والإعلام وإعطاء الأهمية الأولى للتربية ورفدها بالإعلام وما يخص الواقع الذي يعيشه الطفل وإدارة الأزمة التي تحيط بالطفل عن طريق إعلام ناجح يدخل إلى مشاعر الطفل ويلامسه ملامسة حقيقية عندها نقول إن التربية والإعلام بخير ونكون بذلك أبعدنا الطفل عن العنف واستطعنا مسح صورة الألم والحزن من حياته.‏

وعد محمد (مديرة روضة) تقول: الملتقى الإعلامي الأول للتواصل مع الأطفال هو نقطة انطلاقة لإلقاء الضوء على الإعلام الخاص بالطفل ولتحقيق التنسيق بين المؤسسات التربوية والإعلامية في مجال الإعلام الطفولي وذلك للوصول إلى برامج إرشادية للأسر والأطفال أنفسهم يمكنهم من إيجاد طرق داعمة لتخفيف وطأة الآثار السلبية التي يتعرض لها الأطفال في وقتنا الحاضر إضافة إلى تكوين شخصية طفل سليم معافى في ظل الأوضاع الراهنة.‏

عبد القادر - موجه تربوي : قدم لنا الملتقى معلومات قيمة وفائدة كبيرة فمن الملاحظ أن هناك واقعاً مهمشاً يعيشه أطفالنا وللإعلام دور فيه أتمنى الاهتمام بقضايا الطفولة أكثر وتغطية نشاطاتهم ليس في المواسم فحسب بل أن يكون هناك استمرارية ومتابعة ونقل الواقع في المدارس كما هو والاهتمام بواقع الطفل اليوم.‏

وفي الختام أمل الحاضرون ألا ينتهي المؤتمر ضمن تلك الجدران بمجموعة من التوصيات والمقترحات متمنين أن يكون هنالك آليات تنفيذية وتشكيل لجان للمتابعة والتطوير واعتماد التنسيق بين وزارتي التربية والإعلام.‏

جرأة الحاضرين وتفاعلهم حققت الغاية من هذا الملتقى وأثبت السوريون أنهم حاضرون في كل مكان بقلمهم وفكرهم للدفاع عن وطنهم وكل ما يمكن أن يؤذي مستقبله، سد منيع في وجه من يحاول النيل من صغاره قبل كباره ودعوة لنبدأ بأنفسنا أولاً وليعمل كل منا من مكانه بأمانة لننتصر ولنبني سورية بسواعد أبنائها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية