|
قاعدة الحدث والتي تزيد حتى الان عن / 43/ مستوطنة، وتشكل المستوطنات الإسرائيلية في الجولان جزءاً من نظام الدفاع الإقليمي الإسرائيلي لمرتفعات الجولان. فقد تم إنشاء هذه المستوطنات وفق استراتيجية تقوم على إشتراك المستوطنات في الخطة العسكرية الإسرائيلية في حالتي الدفاع والهجوم ، وقد روعي في إقامة المستوطنات بشكل عام توافر ثلاثة شروط هي وجود أرض صالحة للزراعة ، وتوافر مصادر المياه والتمتع بالموقع الاستراتيجي المناسب ، ويلاحظ في هذه المستوطنات تمركزها في نطاقين ، يمتد الأول على شكل قوس يبدأ من سفوح جبل الشيخ ، قرب بلدة بانياس شمالاً ثم يسير بمحاذاة خط وقف إطلاق النار وعلى امتداد طريق مسعدة القنيطرة ، ثم طريق القنيطرة ثم طريق القنيطرة الرفيد ـ الحمة وقد تم سد الفجوة الواقعة في وسط الهضبة بمنطقة الخشنية بعد عام 1973 بإقامة ثلاث مستوطنات في هذه المنطقة ، أما النطاق الثاني فيتمركز في جنوب غرب الجولان بمحاذاة شاطئ بحيرة طبرية الشرقي في سهل البطيحة وقد جاءت خطوط الاستيطان السابقة متفقة إلى حد كبير مع خطوط مشروع /اكسون/ الاستيطاني لعام 1967 والذي يدعو إلى ضم معظم الجولان إلى إسرائيل بحجة تأمين خط دفاعي يضمن الحفاظ على مصادر المياه ومنابع نهر الأردن وتوفير «الأمن» لمستوطنات وادي الحولة والجليل وقامت سياسة الحكومة الإسرائيلية في عهد «المعراخ» حتى عام 1977 على «عدم الانسحاب من الجولان حتى لو تم التوصل إلى تسوية مع سورية ، لذلك عملت على خلق أوضاع جديدة في الجولان، تحول دون التنازل عنها ، تمثلت في تغيير معالمها العربية وزرع المستوطنات الإسرائيلية فيها وإقامة التحصينات العسكرية وقامت القوات الإسرائيلية بعد عدوان «حزيران 1967 مباشرة ، بتشريد سكان المناطق المحتلة من الجولان البالغ عددهم 130 ألف نسمة وتدمير 133 قرية من أصل 139 قرية ، وبلدة و61 مزرعة محتلة فلم يبق في الجولان المحتلة سوى بضعة آلاف من السوريين ، وخمس قرى عربية مأهولة بالسكان وهي :مجدل شمس ومسعدة وبقعاتا وعين قذية والفجر. وكان الهدف من وراء ذلك تفريغ المنطقة من السكان العرب وإحلال مستوطنين إسرائيليين مكانهم ، وتوفير مساحات كافية من الأرض لاستخدامها في النشاطات الاقتصادية من قبل المستوطنين وتجدر الإشارة إلى تدمير القنيطرة تدميراً شاملاً متعمداً عن الانسحاب منها عام 1974 على أثر عدوان حزيران 1967 استولت «إسرائيل» على 80% من مساحة الجولان وتم وضع عدة خطط استيطانية بشأن الجولان ، لكن الواقع الاستيطاني ظل قاصراً على بلوغ تلك الخطط لاعتبارات عديدة من بينها نضوب مصادر الهجرة اليهودية ، وعدم الرغبة في الاستيطان في مناطق حدودية ، وتفضيل الإقامة في المدن ، وكان قسم الاستيطان في الوكالة اليهودية ، قد أعد مخططاً استيطانياً للجولان في عام 1969 ، يقوم على توطين 50 ألف مستوطن ، على ألا يتعدى ذلك عام 1979 ، وإقامة مدينة في الجولان تستوعب 30 ألف مستوطن ، تتحول إلى مركز سياحي وصناعي وبلدي في المستقبل بينما يتم توطين 20 ألف مستوطن في مستوطنات ريفية ، وقد خطط معظم هذه المستوطنات وفق هذا المشروع في القطاع الجنوبي للجولان نظراً لتوفر السهول الصالحة للزراعة . وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ، قسمت الجولان إلى ثلاثة أجزاء، جنوبي ومساحته 57 ألف دونم ، وشمالي ومساحته 13 ألف دونم أوسط مساحته 400 ألف دونـم . من الملاحظ توقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الجولان خلال العام 1969 ولعل السبب في ذلك يعود إلى انشغال الإسرائيليين في استكمال بناء المستوطنات التي شرعوا في إقامتها في العامين السابقين ، وبلغت ثلاثة عشر عشرة مستوطنة ، وحتى في العام 1970لم تقم سوى مستوطنة واحدة هي «ناحل جولان» ، لكن وتيرة الاستيطان أخذت تشتد في الأعوام التالية ، فأقيمت أربع مستوطنات عام 1971 ، وفي عام 1972 ، أقيمت مستوطنتان ، وضعت نواة إحداها في العام السابق ، وفي عام 1973 ، أقيمت ثلاث مستوطنات ، تلا ذلك في العام 1974 إقامة مستوطنتين ، ومثلهما في عام 1975 ، وفي العام 1967 أقيمت ثلاث مستوطنات. ومستوطنة واحدة عام 1978 ، وبلغ عدد المستوطنات التي أقيمت في السبعينيات نحو سبع عشرة مستوطنة . في الثمانينيات استأنفت حكومة الليكود أعمال الاستيطان في الجولان ، فأقامت في عام 1980 مستوطنتين وفي عام 1981 أقامت أربع مستوطنات هي : ميتسر كدمات تسفي ، كيلع وآلوني هيشان ، وفي عام 1982 أقامت مستوطنة «تمرود» في الشمال ، ومستوطنة واحدة في الجنوب عام 1948 ، وبذلك وصل عدد المستوطنات التي أقيمت خلال عقد الثمانينات إلى تسع مستوطنات كما يلي : أربع مستوطنات في الجنوب ، وثلاث مستوطنات في الشمال ، وكانت في الشمال .وقد توقف الاستيطان في الجولان بعد عام 1984 ، وحتى عام 1991. في التسعينيات واصلت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة العمل بسياسة الضم والاستيطان في الجولان . فشرعت حكومة الليكود برئاسة إسحق شامير بتطبيق خطة وزير الإسكان «آرييئل شارون» التي أعلنت عنه في عام 1990 ، وهدفت إلى توطين 22 ألف يهودي إسرائيلي في الجولان حتى عام 1992 . وأعلنت إذاعة العدو الإسرائيلي في حزيران 1991 ، أن 3200 وحدة سكنية جديدة يجري بناؤها في الجولان ، ما يمكن من مضاعفة عدد المستوطنين البالغ 12 ألف مستوطن . ويبقى الأمل كبيراً بتحرير الجولان وعودته حرا أبيا إلى حضن الوطن الأم رغم الانتشار السرطاني للمستوطنات الصهيونية على امتداد أراضينا السليبة دون أن يحرك العالم ساكنا ومعه الدول الغربية التي تبحر أساطيلها في المحيطات والبحار لنشر الديمقراطية والحريات المزيفة على فوهات المدافع والصواريخ وجماجم الأطفال الأبرياء |
|