|
نافذة على حدث ولا تدخر جهداً في اتخاذ أي خطوة من شأنها تعزيز فرص نجاح هذه الجهود. وفي محاولة لقراءة الموقف الروسي من الأزمة في سورية منذ البداية وحتى اللحظة، نجد أن روسيا رفضت استصدار أي قرار عن مجلس الأمن الدولي بخصوص سورية يؤدي إلى تكرار السيناريو الليبي في سورية، قناعة منها بإمكانية التوصل لحل أي أزمة كانت بالوسائل الدبلوماسية والسياسية دون الحاجة إلى استخدام القوة العسكرية، التي غالباً ما تتحول إلى وسيلة تستغلها قوى كبرى لتحقيق مصالحها بذريعة التدخل« لحماية المدنيين» و«نشر الديمقراطية» وغيره من مبررات مفضوحة أمام الجميع اليوم. إن إخفاق (إفشال) خطة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي ومن قبله كوفي أنان سيدع سورية أمام خيارات صعبة ومؤلمة في ظل تداخل تعقيدات الموقف حولها وفيها، فمن الطبيعي أن يؤدي إخفاق الخيار الدبلوماسي إلى انفتاح الأزمة على خيارات أخرى مع ما ستحمله هذه الخيارات من نتائج كارثية للجميع. ومن أخطر هذه الخيارات ما قد يؤدي إليه إخفاق هذه الخطة استغلال القوى الدولية التي تفضل الخيار العسكري والتدخل لحل الأزمات كي تقول إنها كانت على حق في تبنيها لهذا الأسلوب طوال السنوات العشرين الماضية خلال تعاطيها مع الأزمات في بقاع العالم. من هنا، فإن الرغبة الروسية بأن تكلل مهمة المبعوث الدولي بالنجاح تعود إلى حاجة روسية ماسة كي تظهر وتؤكد للجميع أن الأسلوب المثالي والوحيد لحل الأزمات يكون عبر السبل السياسية والدبلوماسية وبتفويض من مجلس الأمن يمنحه الشرعية، وأن نجاح الإبراهيمي في مهمته سيعني لروسيا نجاحها في اظهار مدى عدوانية نهج السياسة الدولي الذي اعتمدته قوى كبرى في السابق، وهو ما سيساهم في إعادة بناء النظام الدولي والحفاظ على العدالة والنزاهة والموضوعية في تعاطي هذا النظام مع النزاعات والأزمات في العالم. وعليه، فإن روسيا ستواصل دعمها لجهود الإبراهيمي ومطالبتها بإصرار، لكل الأطراف المحلية والإقليمية والدولية بضرورة التعاون لإنجاح هذه المهمة وعدم عرقلتها أو إطلاق أحكام مسبقة بفشلها دون أخذ مدى صعوبة تحقيق النجاح السريع في مهمة كهذه بالحسبان. |
|