تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في حدث.. درس من التاريخ

آراء
الخميس 25-10-2012
د. اسكندر لوقا

لم تتردد القيادة السورية يوماً، في سياق الأحداث التي ألمت بلبنان الشقيق منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، لم تتردد يوماً عن إعلان التزامها بالتصدي لتداعيات المحاولات كافة التي كانت تبذل من هنا وهناك، سواء من قبل أطراف عربية أو أخرى غربية،

للعودة بلبنان إلى بدايات القرن، حيث الخطر كان ماثلاً لجعل البلد الواحد عدداً من الدويلات الصغيرة المتناحرة لجهة تأمين مخطط قادم كان يرسم سلفاً، خدمة لأهداف الحركة الصهيونية العالمية.‏

وفي السياق المتصل، لم تتوان سورية قط عن اعتماد أخلاقيات مبادرتها الوطنية والقومية التي أعلنتها خلال الحرب الأهلية المقيتة في تلك الحقبة في لبنان، وتمكنت بالتالي من هزم المخططات التي استهدفت محوه من على خارطة المنطقة كدولة ذات سيادة، وذلك في إطار التآمر على حاضر ومستقبل الأقطار العربية التي خرجت من تحت عباءة السلطة العثمانية بعد أربعة قرون من الاستعمار.‏

ولا أعتقد أن أحداً من بين الذين مازالوا على قيد الحياة في لبنان اليوم، وعاشوا تفاصيل أحداث سنوات العقدين السابع والثامن من القرن الماضي تحديداً، لا أعتقد أن أحداً منهم يتنكر للجهد الوطني والقومي الصادق الذي بذلته سورية حتى يبقى لبنان التوأم إن جاز التعبير واقفاً على قدميه.‏

ومن هنا مسؤولية أبناء ذلك الجيل الذين كانوا شهوداً على دور سورية في إطفاء جذوة الحرب الأهلية في بلدهم، وبالتالي من هنا مسؤوليتهم اليوم حيث يحاول البعض منهم تزوير تاريخ العلاقات بين البلدين بينما هم على يقين بالتزام القيادة السورية القيام بواجبها الوطني والقومي تجاه بلدهم.‏

نشير إلى ما نشير إليه حتى لا يأتي يوم ونرى فيه فئة ممن كانوا شهوداً على تضحيات سورية من أجل حاضرهم، ولم يقدروا أن الفضل لوجودهم حتى الزمن الراهن يعود لما بذلته سورية من أجل بقاء لبنان دولة موحدة.‏

وفي الصحافة اللبنانية بالذات كما نعلم ويعلم الجميع ثمة أرقام تتحدث عن تفاصيل ما قدمته كي يبقى لبنان في منأى عن مخاطر الشرذمة وتقسيم الأوصال.‏

إن أخلاقيات البعض من السياسيين في البلد الشقيق اليوم تتخطى ضمائرهم، بعد أن تخطت ذاكرتهم البصرية، ومن هنا يشاهد المواطن في سورية مراحل سقوطهم في خندق الرياء والطعن من الخلف، وإن تكن هذه المرحلة وستكون نهايتها وقريباً، على شاكلة القول بانقلاب السحر على الساحر.‏

دائماً يردد البعض أن السياسة كالمرأة اللعوب، وما يؤسف له الآن أن يبرهن العديد من المستفيدين من تردي الوضع الأمني في لبنان بأن هذه المقولة تقارب الواقع بشكل أو بآخر وإن كان لبوس اللاعبين من إنتاج معامل أزياء الرجال.‏

تراه التاريخ لم يعد يقرأ هذه الأيام من قبل بعض المتآمرين على سورية في دول الجوار وخصوصاً في لبنان وإلى درجة التنكر لدروس التاريخ جملة وتفصيلاً؟‏

iskandarlouka@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية