تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نافذة.. مامعنى العيد عندما يكون خالياً من الفرح؟!

آراء
الخميس 25-10-2012
سليم عبود

«هل سيأتي العيد كعادته، وينقر  على نوافذ  قلوبنا ليفرحها، هل سيتوقف إن جاء  على  قبور  الذين رحلوا برصاص القتلة، ويقرأ الفاتحة؟

ماذا سيقول  لأطفال الشهداء  الذين رحلوا،  ماذا سيقول لأمهاتهم، وزوجاتهم، وأهليهم؟‏

هل سيتوقف في الساحات التي زرعها القتلة بالسيارات المتفجرة؟!‏

أظنه  إن جاء، سيأتي على استحياء  خجلاً من حزن الأمكنة،  والناس، والدماء..‏

لا أعتقد أن عيد الأضحى  سيأتي كما كان يأتي في أي عام منذ ألف وأربعمئة سنة..سيكون غيابه شاملاً عند السوريين رغم حضوره في مشاعرهم، وقلوبهم، ووجدانهم كقيمة كبيرة أراد القتلة تحويلها إلى مناسبة للحزن والخوف والألم، والرعب الممتزج بدم الأحلام المذبوحة.‏

في هذا العام.. لن يأتي العيد كعادته  ومعه الفرح، والأغاني، والأناشيد الحلوة، سيستوقفه القتلة، ويسألونه عن هويته، وطائفته، ومذهبه، وعرقه، وربما يحكمون عليه بالذبح، وربما يربطون على جسده العبوات الناسفة التي  يرسلها  أردوغان، وأوغلو، وحمد  الصهيوني، وآل سعود الوهابيون، وأميركا، وإسرائيل، والغرب الاستعماري لتتفجر في ساحات المدن السورية.‏

من السخافة أن يدعي هؤلاء القتلة، وداعمو القتلة  صداقتهم للشعب السوري، البارحة كانت تفجيرات باب توما، وحلب، ودير الزور، وإدلب، وقبلها عشرات السيارات المفخخة استهدفت الشعب السوري الذي يدعون صداقته؟!‏

سنكون في  هذا العيد أكثر حزناً، العيد في كينونته  تفتح  للمشاعر المفرحة، والمحزنة، في هذا العام لاوجود للمشاعر المبهجة، لماذا الفرح، أعلى أحبة افتقدناهم برصاص الكفرة؟!‏

أعلى منشآت دمرت وجعلت حياتنا أكثر قسوة؟!‏

باختصار.. ما الذي يفرحنا بعد أن راحت ذئاب العثمانيين الجدد، والخليجيين، والصهاينة تمزق مشاعرنا، وأجسادنا، ووطننا؟!‏

أطفال سورية اليوم مهجرون من   منازلهم..و من فرحهم..‏

طفلة صغيرة مهجّرة  قالت لي: «ياعمو، الإرهابيون، قتلوا لعبتي!!»‏

«آخ ياعمو.... الإرهابيون قتلوا  كل الأشياء الجميلة في حياتنا»‏

مامعنى العيد عندما يكون  خالياً من الفرح..‏

ماذا ستقول أم لطفلها عندما يسأل عن أبيه الذي قتله الإرهابيون؟!‏

ماذا ستقول في صباح العيد  أم لقبر ابنها  المقتول؟‏

ماذا ستقول أسرة هجّرت، وراحت تعيش على مساعدة الخيرين؟!‏

ماذا ستقول أسرة اغتصب الكفرة باسم الدين  ابنتها؟!‏

 تلك الأسئلة ستعيد جروحنا  في العيد  إلى النزيف، ليولد الحزن فينا مرة أخرى، وأخرى.. وبدفق أقوى..‏

عيد  الأضحى في هذا العام من غير حجيج..‏

سورية لأول مرة في تاريخها من غير حجيج..‏

لأول مرة لن يكتب  السوريون على جدران منازلهم: «أهلا بزوار بيت الله الحرام «حرمان المسلمين من  الحج إلى بيت الله حدث مرة واحدة، يوم جاء الرسول ومعه المسلمون من المدينة إلى مكة، ومنعهم أبو سفيان «أبو سفيان هذا الزمان قادة السعودية، حملوا مفاتيح الكعبة، وهم غير أهل لحملها، لو أن السوريين أقاموا علاقات مع إسرائيل، ودخلوا تحت المظلة الأمريكية لاعترفوا بإسلامهم، ولسمحوا لهم بأداء فريضة الحج..‏

ومع ذلك، سنكسر حقدهم..‏

ونزيف الدم لن يفقدنا صمودنا..‏

سيأتي اليوم الذي ندفع به بكل هذا الردم من القتلة وداعميهم  إلى هوة تبتلعهم..‏

ونزرع الورود فوق قبور شهدائنا، ونعلن النصر..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية