|
الأربعاء 25-10-2012 عندما تلتمع عيون الأطفال لاستقبال العيد وشراء ثيابه ومستلزماته التي تنام إلى جانبهم ليلة استقباله، تصبح الدنيا وردية وهم ينتظرون تكبيراته مع شقشقة الضوء لينطلقوا للملمة ساعات الفرح التي قد تغيب على مدار العام... مرت على أطفال سورية الأعياد الأخيرة مخْتَرَقَةً بأنياب دراكولا التي روعتهم في بعض الوقت لكنها لم تغتال فرحة العيد كاملة.. وهم اليوم على أبواب عيد الأضحى وقد نُحِرَ الدم السوري في كل لحظات الفرح، حتى أصبح القربان أكثر مما كتبه الله سبحانه وتعالى على اسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. كان فداء رب العزة كبشاً ليظل إسماعيل في حضن أبيه.. ومن يتآمر على الشعب السوري اليوم يفرغ أحضان الآباء والأمهات من أبنائهم، ولا يقبل البديل في الفداء كِبَاشاً أو أضحيات.. فأين هم من رحمة الله... وسورية الغالية بكل مكوناتها تتسامى وتصبر على جراحها النازفة لتتجاوز الأزمة، وتطرح الحل السياسي إلى جانب أعمال الحسم على الأرض، لأنها توقن كما يقين العالم كله أن أي صراع أو خصومة لابد تنتهي بتحكيم العقل ووضع السلاح جانباً.. والجلوس إلى طاولة الحوار.. تلك هي قناعة الجميع حتى الإبراهيمي الممثل الأممي الذي يحمل اليوم مبادرته المقبولة من جميع قيادات الوطن، في وضع السلاح جانباً خلال أيام الأضحى المبارك على أمل الاستمرار والوصول إلى الحوار الوطني الشامل، الذي يجعل المصالحة هدفاً والمصارحة سبيلاً لعلاج السقم الذي ألمّ بسورية، بعيداً عن أولئك المحرضين الذين يصبّون الزيت على النار فيعلنون بفتاواهم وخطاباتهم عن ضرورة ضخ السلاح للداخل السوري.. يعلنه قادة أميركا والوسيط أصدقاؤهم من العرب، ليوضعوا في خانة أعداء سورية. تتقاذفنا في ترويجه فضائياتهم وتصريحاتهم لتأخذ بأبنائنا إلى سحيق الهاوية.. فهل من سبيل لتصبح الفضائيات (التي تقطر دماً وهي تنوب عن دراكولا)، بوابات هداية لحقن الدم السوري بدل امتصاصه ونفثه على التراب الطاهر؟؟!! وهل يمكن للقائمين عليها أن يثوبوا إلى رشدهم في محاربة فضائيات الحق والحقيقة السورية؟؟!! أفعالها وأسبقيتها في إعلان أحداث لم تحصل بعد على الأرض السورية وحدها كفيلة كي يستفيق الشعب السوري (الذي كان ينحر الأضاحي في العيد المبارك، بعد النزول من عرفة الذي حرمت منه قوافل السوريين هذا الموسم) على حجم المؤامرة التي نَحرتْ أبناء الشعب السوري لمصلحة العدو وحده، والمتآمرون وحدهم هم الرابحون، والخسارة مزدوجة في الوطن. فكل من نُحِرَ على أرض سورية خسارة وطنية. ولكل أولئك القادمين من خارج الحدود للجهاد؟؟ أما كان الأولى لو جاهدتم في فلسطين لتحريرها والحفاظ على الكرامة العربية التي ضاعت بين الشعارات الزائفة اليوم... فلتكن مبادرة الإبراهيمي الذي أصبح على يقين كما الجميع أن ما في سورية اليوم إرهاب استعماري محقون من موئل الحقد الصهيوني، وصندوق الاقتراع الأميركي، وفشل الاقتصاد الأوروبي، والضريبة يدفعها الشعب السوري وحده. والسؤال الكبير لمصلحة من؟؟!!.. لتكن مبادرته الطيبة سبيلاً لحقن الدم. ولنفدِ الوطن بأضَاحٍ تحفظ الأبناء في أحضان الأمهات والآباء. وليرحب بها كل محب لسورية كما رحبت بها قياداتها المختلفة، لأنها تحب هذا الشعب الذي عاش كل عمره حريصاً على كل قطرة دم سورية وعربية، فجعل من السلام خياراً استراتيجياً وسبيلاً للوصول للحقوق حفاظاً على الدم الطهور.. أما عندما تفرض على السوري أن يكون مدافعاً عن أرضه وشعبه فلن يتوانى قطعاً. لأنه واجب وطني تلزمه به الشرائع والشريعة.. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القتال وهو كره لكم) هكذا بدأ رب العزة الآية 216 من سورة البقرة. لم يحب الشعب السوري العنف يوماً؛ لكنه فرض عليه اليوم ما دعاه لدرئه عن أبناء شعبه، ولكنهم بلغوا من الأمر شططاً حين استباحوا كل المحرمات.. نسأل الله الهداية والهدى في هذه الأيام المباركة. ولمستقبل الجميع لخفض منسوب الموت والدم، ما يخفف التضحيات في سبيل سيادة الوطن وحريته وكرامته، وإن كانت أقل كلفة من الاستسلام لعدوٍّ يلتهم الأخضر واليابس. وليكن في هذه الأيام المباركة الفداء بالأضحيات حقناً لدم الضحايا.. ولنا في فداء رب العزة المثل والقدوة لأنه الفَرْضُ الذي أوجبه بعزته على عباده، حرصاً على دمائهم الغالية، فهم مخلوقاته الذين كرمهم بالعقل ليحكّموه، فميزهم به عن سائر مخلوقاته. وإلا عندما يُلْغى العقل وتنتشر شريعة الغاب فما الميزة بين مخلوقات الأرض. فلترتفع ابتهالات وتلبيات وتبريكات العيد لتملأ فضاء سورية وقد حُرِمَ منها فضاء بيت الله الحرام. ولنفشِ بيننا السلام والتحية بدل (البقية بحياتكم، وعظّم الله أجركم). فالسلام ولد في الشام يوماً بمشيئة الله فلننشره اليوم بمشيئة الإرادة الإنسانية. وليتق الله أولئك الذين يشعلون النار في أرضنا وهم في برد وسلام. وليخشوا يوماً قال فيه تعالى في سورة الدخان (يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون) إن انتقام الله لأجل الأبرياء وانتقامه لدمائهم لا يعلمه إلا هو. فليطلب أولئك غفرانه ورحمته وشفاعة أنبيائه في هذه الأيام المباركة. ولتثوب لرشدها المشيخات التي ستنتهي إلى محرقة من سبقها عند انتهاء دورها. أما الصهيونية التي تشرب نخب نحْرِنا، والغرب الذي يستيقظ حلمه في الهيمنة علينا بين ثنايا السنين، والقتلة بمختلف صفوفهم لابد تسقط أقنعتهم لتبرز أنياب الشر ومخالب الضّباع، التي تغرس كل يوم في الجسد السوري البشري والإعلامي. جميعهم سيتيهون في صحارى الضياع حيث الشمس المحرقة والأرض الملتهبة. ولتكن الأضحية بديل الضحية في عيد الأضحى المبارك، ولتكن مبادرة الإبراهيمي انتصاراً للكلمة الحرة كما أرادتها القيادة السورية.. دعوا للأطفال ما بقي من زمن الفرح والعيد وهم خارج بيوتهم، التي تركوا فيها أحلامهم وألعابهم والذكريات الملونة. دعوهم لصور على الأقل بالأبيض والأسود.. بدل أن تصطبغ بلون الدم الأحمر الذي يخشون الإبحار فيه على زوارق الموت.. فمن يتق الله يجعل له مخرجاً... ارفعوا أصواتكم بالتهنئة للأطفال قولوا لهم كل عام وأنتم بخير. فأشد الظلم ظلم ذوي القربى.. هل من جورية دمشقية بدل طلقة الموت... |
|