|
صفحة اولى كان أقطاب تلك المنظومة يعمدون إلى تفخيخ جميع الطرق المؤدية لإنضاج أي حل يستجيب لتطلعات السوريين في القضاء نهائيا على الإرهاب، ولكن هذا لم يمنع الجيش العربي السوري من استئصال بؤر الإرهاب تباعا، لما يشكله ذلك من مدخل رئيسي لأي حل سياسي يحفظ سيادة ووحدة الأراضي العربية السورية. على امتداد المساحات المحررة من الإرهاب وداعميه، كانت الكلمة الفصل للميدان وحده، لأن منظومة الإرهاب ما انفكت عن استخدام لغة السياسة إلا للضغط والابتزاز فقط، ولإعطاء الإرهابيين فرصا إضافية لإعادة تجميع صفوفهم عقب كل معركة اندحروا خلالها أمام عزيمة جيشنا الباسل، وهذا ما يحصل اليوم في ادلب، حيث باتت منطقة خفض التصعيد -التي تغص بإرهابيي النصرة، تحت حماية ضامنهم التركي- منطلقا لتوسيع الهجمات الإرهابية على مواقع الجيش، والأحياء السكنية في القرى والمدن المحيطة، ما دفع الجيش للعمل على وضع حد لتلك الاعتداءات، وتخليص الأهالي من إرهاب مرتزقة الغرب الاستعماري، الذي بدأ حكامه بالتباكي تباعا على مصير إرهابييهم تحت مسمى إنساني مزيف. الدولة السورية أعطت الكثير من الفرص للضامن التركي من باب حقن الدماء فقط، ولكن أردوغان وبالاتفاق مع مشغله ترامب استهلكها جميعها بالتلاعب على الوقت لتعزيز انتشار الإرهابيين، بدل سحب أسلحتهم وترحيلهم عن المنطقة، لإبقاء المحافظة بؤرة دائمة للإرهاب، ولتحاشي هزيمة عسكرية أخرى لمحور العدوان الأميركي، وكذلك لتأخير عملية الحسم المنتظرة لتحرير الجزيرة السورية، ومنطقة التنف.. فالجميع بات يدرك أن سورية لن تتراجع قيد أنمله عن قرارها بتحرير كل شبر أرض، سواء من رجس الإرهابيين، أو من أي قوة غازية محتلة. الدول الداعمة للإرهاب ما زالت تتعمد التعامي عن وجود العديد من التنظيمات الإرهابية التابعة لـ»النصرة» في ادلب، وتسعى جاهدة لتشويه حقيقة ما يجري هناك، بهدف استنساخ سيناريوهات أخرى تكون ذريعة لعدوان أميركي جديد، يعطي جرعة دعم إضافية للإرهابيين، ولا سيما أن إدارة ترامب تعتمد اليوم استراتيجية جديدة لإطالة أمد الأزمة عبر حرب استنزاف طويلة يقوم بها وكلاؤها من التنظيمات الإرهابية، بالتزامن مع حرب اقتصادية قذرة، ونفخ متواصل في جسد مرتزقتها «قسد» وصل حد التورم، ودفع تلك الميليشيا لكي تستكمل المجازر الأميركية الوحشية بحق المدنيين بريف دير الزور. أميركا توسع نطاق حربها المسعورة، وبأشكالها المتعددة على سورية، وعلى دول المنطقة في آن واحد، وبقراءة بسيطة لتطورات الأوضاع الراهنة، نكاد نجزم بأن كل ذلك لا ينفصل أبدا عن توفير الحماية الدائمة للكيان الصهيوني -الحاضر في كل تفصيل من مجريات الحرب الإرهابية على سورية- وتمرير صفقة القرن المزمع كشف تفاصيلها خلال الشهر القادم، وخاصة أن من يمول الإرهاب في سورية، هو نفسه من يلهث وراء تصفية القضية الفلسطينية، عبر البوابة السورية باعتبارها رأس الهرم المقاوم والممانع لكل المشاريع الصهيوأميركية. |
|