|
حديث الناس فمن جهة المستهلك أصبح وكأنه (اعتاد الألم) أمام موجات الصعود المتلاحقة للأسعار، في وقت لم تصدق كل التصريحات التي أعلنت عن عزمها الوقوف في وجه تلك الارتفاعات، وخلال الأيام الماضية اجتهدت مواقع التواصل والصفحات الالكترونية لتسويق موقف لبعض الموردين والتجار الذين أعلنوا عزمهم تخفيض أسعار بعض منتجاتهم وليس جميعها، إلا أن واقع الحال في الأسواق والأسعار قال كلمته مرة أخرى ليؤكد أن حالة الانفلات التي تشهدها الأسواق لم تستطع أن تزحزها كل تلك الجهود منذ سنوات، ولن يكون بمقدور بعض التصريحات أن تعيدها إلى نقطة التوازن أو الاعتدال.. وإن كان من صحة لما قيل عن تخفيض أسعار بعض السلع (رز، سكر، برغل، شاي ..)، ولبعض الماركات التجارية فقط وليس كلها، فلنا أن نتذكر هنا أن الأسعار كانت قد ارتفعت بشكل ملحوظ ومفاجئ قبيل شهر رمضان بأيام قليلة، ما يعني أن أي تخفيض قد طرأ هو تخفيض على السعر الأخير الذي وصلت إليه قبل أيام وليس السعر الحقيقي، ومن جهة ثانية فلو كانت تلك التخفيضات حقيقية ومؤثرة لكنا شهدنا (انهيارات) متلاحقة بالأسعار لجميع السلع والماركات التجارية تحقيقاً لمبدأ المنافسة الذي يسعى من خلاله الجميع لكسب أكبر حصة من السوق..!! وإلى أن تصدق تلك الروايات وتثمر الجهود والمساعي في إنصاف المستهلك، سيكون على المواطن أن يزيد من قدرته على التحمل على أمل أن تنتهي الحجج والذرائع التي يتطلى البعض خلفها، وأن تنقضي الظروف التي سمحت للبعض بابتلاع الأسواق وتحجيم كل الإرادات والجهود التي تسعى إلى حماية المستهلكين..!! |
|