|
اقتصاد عربي و دولي أم أنه سيغرق في ديون جديدة تكبله بشروط خارجية صعبة على حساب أمنه واستقراره ؟ يبدو أن بارقة أمل مزدوجة تعيد البسمة لليمن السعيد تتمثل بدخوله نادي مصدري الغاز المسيل من جهة وإعادة تنشيط السياحة من جهة ثانية ..وهذا ما نأمله ونسلط عليه الضوء في هذا التقرير .. التجارة مع العالم تتراجع ونبدأ من مؤشرات الواقع الاقتصادي حيث تراجع حجم التبادل التجاري بين اليمن ودول العالم في العام الماضي بنسبة 25% إلى 2.707 تريليون ريال (12.5 مليار دولار) مقارنة مع 3.607 تريليونات ريال (16.7 مليار دولار) عام 2008. وتؤكد بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الحكومي أن قيمة الصادرات للعام 2009هبطت إلى 1.179 تريليون ريال (5.5 مليارات دولار) بعد أن كانت 1.519 تريليون ريال (7.03 مليارات دولار) في العام 2008. وبالمقابل فإن واردات اليمن من دول العالم في العام الماضي تراجعت إلى 1.507 تريليون ريال (سبعة مليارات دولار) مقارنة مع 2.087 تريليون ريال (9.07 مليارات دولار) في العام السابق. ومع ذلك فإنه وحسب بيانات الميزانية يتوقع أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي هذا العام إلى 6.399 تريليونات ريال (30.3 مليار دولار) مقارنة مع 5.793 تريليونات ريال (27.5 مليار دولار) في 2009. و الديون ترتفع إلى 6 مليارات ومن جانب آخر ارتفعت المديونية الخارجية لليمن في العام الماضي لتصل إلى 6 مليارات دولار، بزيادة قدرها 135 مليون دولار عن العام 2008 عندما بلغ حجم ديون البلاد 5.894 مليارات دولار. وقال تقرير للبنك المركزي :إن مؤسسات التمويل الدولية بقيت أولى الجهات الدائنة للبلاد بمقدار 3.154 مليارات دولار أميركي, كما يدين اليمن بحوالى 2.179 مليار دولار لهيئة التمويل الدولية. و تشمل الديون 669 مليون دولار للصندوق العربي للإنماء، و125 مليون دولار للصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) وحوالى 199 مليون دولار لجهات لم يوردها التقرير ، وتتوزع بقيه المديونية على صندوق النقد الدولي، وصندوق الأوبك والبنك الإسلامي والاتحاد الأوروبي. وأشار التقرير إلى أن مديونية اليمن للدول الأعضاء في نادي باريس في المرتبة الثانية بواقع 1.743 مليار دولار، منها 1.212مليار دولار لروسيا، و270 مليون دولار لليابان ، وتوزعت بقية المديونية على كل من الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والدنمارك وهولندا وألمانيا. واحتلت ديون اليمن للدول غير الأعضاء في نادي باريس المرتبة الثالثة بنحو 933.5 مليون دولار الجزء الأكبر منها للصندوق السعودي بنحو 372.4 مليون دولار. كما شملت الديون نحو 273 مليون دولار للصين و137.4 مليون دولار للصندوق الكويتي, وتتوزع بقية المديونية على الصندوق العراقي والجزائر وبولندا وكوريا الجنوبية. الغاز المسال بدلاً من النفط وإذا كانت عائدات اليمن من صادرات النفط الخام قد سجلت تراجعا كبيرا خلال العام الماضي حيث هوت إلى 1.959 مليار دولار مقارنة مع 4.396 مليارات دولار سنة 2008 ، نتيجة انخفاض إنتاج النفط الخام في 2009 إلى 30.9 مليون برميل من 44.4 مليون برميل خلال سنة 2008. فإن الأمل بتعويض جزء من هذا الفرق يتوجه إلى تصدير الغاز المسيل حيث بدأ اليمن فعليا ومنذ العام الماضي بالاعتماد عليه لدعم موازنة الدولة كبديل لانخفاض عائدات النفط. ويعد مشروع بلحاف للغاز الطبيعي المسيل الذي يشتمل على خط أنابيب يمتد من محافظة مأرب في شرقي البلاد أكبر مشروع اقتصادي في تاريخ اليمن المعاصر إذ تبلغ تكاليفه الإجمالية 4.5 مليارات دولار. وتشترك به إلى جانب الشركة اليمنية للغاز شركة توتال الفرنسية وهان أويل الأميركية إضافة إلى شركة كوغاز هيونداي الكورية الجنوبية. ويؤمل أن يرتفع إنتاج محطة بلحاف إلى 6.7 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسيل سنويا.وبحسب تقرير إحصائي لشركة «بي بي» فقد بلغت احتياطيات اليمن المؤكدة من الغاز الطبيعي 17.3 تريليون قدم مكعب في نهاية 2008. السياحة تنمو ويبدو أن السياحة رغم الأزمة العالمية وغياب الاستقرار في اليمن استطاعت أن تصمد وتنمو بشكل مقبول إذ بلغت عائدات قطاع السياحة خلال العام الماضي 899 مليون دولار، مقارنة بـ886 مليونا في العام 2008 مسجلة بذلك زيادة قدرها 13 مليون دولار, في حين زاد عدد الوافدين بنسبة 7%. وأفادت التقارير الرسمية بأن إجمالي عدد السياح الوافدين إلى اليمن ارتفع خلال العام 2009 إلى مليون سائح . وتأمل الحكومة اليمنية ومن خلال خطة طموحة باستعادة دورها على خارطة العالم السياحية لتأخذ نصيبها العادل في بلد عريق وجميل وشعب كريم ومضياف يستطيع تضميد جراح الماضي بسرعة ويثبت أنه بلد قادر على العيش والحياة بحرية وكرامة وحضارة مستمرة .. |
|