تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


.. قسم الآثار... خريجون دون فرص عمل..

جامعات
الأحد 11-4-2010م
محمد عكروش

تم افتتاح قسم الآثار في جامعة دمشق، بهدف تأهيل الكوادر تأهيلاً علمياً للمشاركة في العمل الميداني الأثري للترميم والتنقيب والحفاظ على المباني الأثرية وتوثيقها

إضافة إلى العمل في متاحف القطر المختلفة، لذا كان لابد من إعداد البرامج العلمية المناسبة في الجانبين النظري والعملي بما يتناسب مع متطلبات التأهيل المناسبة.‏

والسؤال: لماذا لم تحتضن الأعداد المتخرجة التي تصل إلى 1000 طالب حتى الآن لتأخذ دورها في المجتمع بشكلها الكبير إلا في النطاق الضيق؟‏

هموم الربط مابين الكلية والموقع‏

استوقفنا مجموعة من الطلبة عن المشكلات التي تعترضهم في هذا القسم وسألناهم هل المناهج كافية وتؤهل الطلاب مابعد التخرج لعمليات التنقيب والترميم؟‏

فأجابت طالبة دراسات:‏

هناك نظام قديم ونظام حديث وأرى أن النظام القديم أقدر على حمل عاتق هذه المهمة، إذ يدرس في السنة الأولى عصور ماقبل التاريخ، أما في السنة الثانية بلاد الشام والسنة الثالثة كلاسيكي ويليه في السنة الرابعة عصور إسلامية، وما أود قوله لابد من الربط مابين النظري والعملي أي بين الكلية والموقع والربط مابين المحاضرة كمادة نظرية وبين الموقع كمادة عملية وهذا الشأن لا يطبق بالشكل الأمثل وماتقوم به المديرية العامة للآثار والمتاحف، ومالديها من بعثات أجنبية مكتفية بكل الكوادر حتى موضوع العمال حيث يأتون بهم عاديين أحياناً وإن خرج طالب من كلية الآثار معهم تجده مثله كمثل العامل العادي.‏

غير كافية‏

وأردفت إحداهن بالقول: أيضاً لم نحصل على مسابقة لقسم الآثار منذ ست سنوات ولم يحصل منا على عمل إلا نسبة ضئيلة وفي المسابقة الأخيرة لكلية التربية حصلت تقريباً جميع الفروع على دور في المسابقة ماعدا قسم الآثار، لماذا هذا الإجحاف بهذا القسم.‏

وأشار آخر: نقوم في السنة الثالثة بمعسكر لمدة 12 يوماً على مدار السنوات الأربع الدراسية حيث نختار موقعاً ونقوم ببعض الترتيبات وأرى أنها غير كافية للدراسات العملية والتعليمية.‏

دور في التربية والسياحة‏

مروى النابلسي سنة أولى قالت:‏

وقد دخلت الفرع عن رغبة ومانراه من مشكلات في هذا القسم قلة العملي وقلة الرحلات وعدم إشراكنا بعد التخرج في تدريس بعض المواد لأن لدينا معلومات خاصة باللغات القديمة والحديثة وفهم أعمق للمنهاج التعليمي التدريسي وبهذا نكون أقدر على تدريس بعض المواد كالتاريخ والجغرافية.‏

وأشارت زميلتها نورهان ناصر إلى قضية أخرى وهي أن يكون لنا دور في وزارة السياحة كأدلاء لأن لدينا القدرة على فهم اللغات وتاريخ المعالم السياحية وغيرها.‏

إعداد باحثين‏

نقلنا هذه الهموم إلى رئيس قسم الآثار في جامعة دمشق الدكتور مأمون عبد الكريم، فأجاب:‏

منذ افتتاح قسم الآثار تم تخريج حوالي ألف خريج لتأهيلهم ككوادر للحفاظ على المباني الأثرية وتوثيقها، والتي تساعد الطالب على فهم أعمق للتقنيات الحديثة وتطبيقها في مجال دراسة الآثار، كما قمنا بافتتاح درجة الماجستير والدكتوراه وتم قبول حوالي خمسين طالباً لإعداد باحثين في مجال دراسة آثار سورية، ورفد الجامعات السورية بمختصين للاستفادة من العلاقات العملية مع الكثير من البعثات والمعاهد الأجنبية العاملة في سورية والتعريف بأحدث التنقيبات، لذا نأمل في المستقبل القريب إيجاد فرص عمل في المديرية العامة للآثار والمتاحف أو في وزارة التربية، من خلال إحداث مادة تدريسية في المرحلة الإعدادية والثانوية، تبحث في التراث الثقافي لسورية بهدف تأهيل الطفل السوري على احترام التراث الثقافي الوطني المتمثل بالآلاف من المواقع المنتشرة في مختلف المحافظات، ونشر الوعي الثقافي بين المواطنين من خلال المناهج التربوية للعمل على توعية المواطن السوري بآثار بلاده وإحساسه بالمسؤولية تجاه تراثه الثقافي وحمايته.‏

أكثر تخصصية‏

كما يمكن من خلال وزارة التربية تثبيت المختصين في الآثار في مختلف المحافظات (المدينة، الناحية، القرية) وسيكون لهم دور فعال في المسائل المتعلقة بحماية الآثار بالإضافة إلى قيامهم بالواجبات التدريسية، كما أكد على إشراكهم في وزارات أخرى كوزارة الثقافة ووزارة الإدارة المحلية (البلديات) أثناء الترميم وانتشار المباني الجديدة، فتحتاج إلى آثاريين لتحديد الأبنية الأثرية ومدى الحفاظ على التراث.‏

كما أمل د. مأمون بتطوير أقسام الآثار في سورية إلى كليات أكثر تخصصية بما يتناسب مع غنى سورية بالآثار العظيمة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية