|
فضائيات وكان واضحاً تميزه في انجاز عمله بكل دقة ومهنية عالية، وبعد نحو عامين كلفتني الإدارة بمهمة رئيس دائرة الأخبار في إذاعة صوت الشعب وكان الزبير آنذاك في الأشهر الأخيرة من تأديته لواجب خدمة العلم. وبعد أسابيع قليلة من عودته لمهنة المتاعب وبعد أن رأيت فيه ذاك الإنسان المليء بالحيوية واحترام زملائه وحبه لعمله لدرجة أنه كان يأتي في أغلب الأيام من الساعة السادسة صباحاً ويستمر حتى نهاية نشرة الأخبار عند الرابعة عصراً، كان ترشيحي له أن يكون معاوناً لرئيس الدائرة ويشهد كل من تعامل مع الزبير رحمه الله بأنه كان ناجحاً في كل مهمة يكلف فيها والأهم أنه حافظ بل عزز من علاقاته الطيبة مع جميع الزملاء وكان متميزاً في استيعاب أي مشكلة من خلال لغة التسامح التي كان يتعامل فيها حتى مع من يخطىء معه. وفي عام 2004 على ما أذكر انتقل للعمل رئيساً للمركز الإذاعي والتلفزيوني في محافظة الحسكة, وأعتقد أنه ترك بصمة إعلامية وسمعة شخصية متميزة خلال السنوات الثلاث التي قضاها في الحسكة. ورغم بعد المسافة إلا أنها لم تبعده عن أصدقائه في دمشق وكنت على تواصل دائم معه وكان من صفاته التي قلما نجدها في هذا الزمن الذي كثر فيه المدعون بعلم كل شيء أنه لا يتردد في أن يقول لا أعرف ويسأل بكل شغف لمعرفة ما هو الأفضل لإنجاح الرسالة الإعلامية التي آمن بدورها في المحافظة على قيم المجتمع الأصيلة والصحيحة رغم كل ما لحق بالإعلام العربي من تلوث بصري وقيمي. ولأنه كان ناجحاً في الحسكة نقل إلى محافظته في دير الزور بنفس الصفة حتى منتصف عام 2009، وكم سمعت من مديح وثناء من رؤسائه وزملائه على حد سواء ومن أصدقاء لي في دير الزور على التغيير الجوهري للرسالة الإعلامية وعلى الصورة المثالية التي تحلى بها طيلة وجوده في مهمته ليكون بحق مثالاً للصحفي الخلوق والغيور على مهنته. بعدها نقل إلى دمشق وتبدأ رحلة التنقل بين دير الزور حيث تسكن عائلته وبين دمشق مقر عمله الجديد، وهو كان بالفعل قبل يومين من رحيله في مبنى الإذاعة والتلفزيون وكان لافتاً زياراته لزملائه حتى أولئك الذين مضى وقت طويل لم يرهم وكأنه كان يقوم بزيارة وداعية ويقول لهم سامحوني وأنا مسامحكم. نعم هي مشيئة الله ولا راد لقدره ولقدرته، وقد اختار الزبير أن يكون إلى جواره في الثالث عشر من آذار الماضي ولكن رحيله ترك حزناً عميقاً عند أسرته وأصدقائه وزملائه فقد عاش بصمت ورحل بصمت. |
|