|
فضائيات قد انتقلت عدواها إلى مخرجين ومخرجات. ولا نعرف إن كان ذلك سعياً وراء شهرة زائدة, أو لنقصٍ في الأموال والأعمال الرائدة..
من هنا وكلّما شاهدنا استفحال هذه الظاهرة تساءلنا: يا تُرى هل تعاني فضائياتنا من انعدام وجود الكوادر الإعلامية المُدرَّبة, أم أنَّ الأعداد الهائلة منها تقبع وراء جدران اليأس والإهمال ودون أن تجد فرصة اكتشاف, أو مجالاً يفسح لها إثبات ما لديها من طموحاتٍ وموهبة؟.. يبدو أنه لا جدوى من هكذا أسئلة لطالما الأمية الفضائية ضربت مصلحة الشباب والمشاهد بعرض خفاياها وبلاياها ودون أن تفكر بأن ما يحصل هو من أكبر الكبائر التي تُقترف بحقِّ المشاهدين والطموحين الذين هم وبكلِّ الأحوال ضحايا نواياها.. فهاهي (إيناس الدغيدي) المخرجة المصرية المعروفة بجرأتها الزائدة, تقرِّر بأن تعمل كمقدمة برامج, لتطل على قناة (النيل سينما) ودون أن تقبل إلا أن يكون عنوان برنامجها (الجريئة).. وربَّما من أجل دعم (المهارة) التي عُرفت بها وجعلتها قادرة على تعرية حتى مافي الحياة من خفايا بريئة.. ونتساءل, هل أرادت (الدغيدي) التفوق على بنات جنسها من الإعلاميات, لتلجأ إلى التميّز في تكثيف الأسئلة وبإيجازٍ يذكِّرنا بأسئلة الاختبارات, وبما يتطلَّب إما أن يكون الضيف أكثر جرأة منها أو أن ينهزم معلناً بأنها المنافِسة الجريئة وعلى جميع المستويات.. في إحدى حلقاتها استضافت الإعلامي (مفيد فوزي) ليثبت وبما امتلك من تاريخ اعتلى خلاله قمة شهرته الإعلامية, بأنه الجريء, وبشهادة أجوبته التي كان بعضها على مقاس أسئلتها أو أكثر اتِّساعاً, وبما منحته إيَّاه خبرته على مدى تاريخ من الحوارات الفنية.. مثلاً, ورداً على سؤالها: هل تحب هيفا, أجاب, لا.. وأيضاً عندما أخذت رأيه برجال الأعمال والوزراء قال بأنه يرغب لو يرحلوا متمنياً لو بإمكانه ارتداء طاقية الإخفاء ودخول مجلس الوزراء لمعرفة ما يدور وراء أبوابه المغلقة.. بيد أن الجريئة كانت تسعى وبالدرجة الأولى لمعرفة رأي ضيفها بالعديد من مشاهير السياسيين والإعلاميين والفنانين, ودون أن تسأله عما يفيد المشاهد من قضايا اجتماعية وأخلاقية.. إلا على سبيل المرور بما أثار ضجة إعلامية, وربما السبب هو يقينها بأنه مخضرم بعلاقته مع الفن والفنانين.. أيضاً, وبهدف أن تكشف للمشاهد رأي (ضيفها) ببعض الأمور المتعلقة بالدين, حاولت أن تحرجه وتوقعه في مطب تصريحاته ليكون أشدّ جرأة منها لا بالرد كما تشتهي أن تُثير وإنما بحنكة من يدافع عن حريته الدينية ودون الإساءة لآراء الآخرين.. ونتساءل, ماذا استنتجنا من البرنامج؟.. لاشيء سوى رأي الضيف بأصدقائه وغير أصدقائه من ممثلين ومطربين وإعلاميين, قال أن لا أحد منهم يشبهه أو يستطيع أن يجرَّ البساط من تحت قدميه لطالما جميعهم استنساخ عنه, ولأنه المحاور الوحيد الذي يسمعه الناس ولكن ليس في الاستوديوهات الفخمة وباهظة الضوء وإنما في الشارع الذي جنى محصوله منه ومنذ بدايته حتى هذا العمر .. أخيراً, كان البرنامج أشبه بوليمة فاخرة لكنها لاتثير الشهية, ذلك أن خروج الجريئة المتواصل ومن ثمَّ عودتها, وبدعوى الفاصل ودون فواصل في أسئلتها, جعل البرنامج أشبه بحفلة استعراضية لاحوارية.. |
|