تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رغــــــدة .. تقلب موازين ( بدون رقابة ) ! ..

فضائيات
الأحد 11-4-2010م
وعليه تدور الدوائر ..

الهاء تعود لمطلق ضيف يحضر ساح (بدون رقابة ) ..‏

وفاء كيلاني  تصنع شبكة دوائرها لكن العنكبوتية .. بتلويحة يد واحدة ناعمة سريعة وأيضاً متقنة هزّت الفنانة رغدة تلك الشبكة ..‏

أطاحتها أرضاً ..‏

ولكن ..‏

ماذا عن دائرة حوارية اجتمعت الاثنتان حولها ..؟ ‏

دائرة تُقسم مروراً من نقطة مركزها إلى قطاعات .. وغالباً ما لاحظنا في ( بدون رقابة) احتلال الكيلاني  للنسبة الأكبر من تلك القطاعات ، تنفرج زاوية قطاعها قُبالة حصر ضيفها في زاوية حادة ضيقة تكاد تنطبق بأضلاعها عليه .‏

مع رغدة ..‏

ما حصل كان العكس تماماً .. بيديها توسّع الزاوية رغماً عن محاولات وفاء العديدة المضادة لانفراج ضيفها .‏

أسلوب الكيلاني بات أكثر من معروف .. ليس المهم في حلقة ( رغدة ) الحديث عنه ، بمقدار ما يبدو الأهم هو ملاحظة أن تنوّع طابع البرنامج جاء من الضيفة .. من حضور طاغ ٍ فرض حالة لافتة .. تُحترم . .‏

 لماذا ؟ ..  ‏

بغض النظر عمّا قالت رغدة ، وسواء اتفقنا مع آرائها و مواقفها السياسية ، مع قناعاتها الحياتية أو الفنية أم لا .. كسرت حصاراً .. تحرّرت من إدانات يتعرّض لها أي ضيف قبالة الكيلاني ، هذه الأخيرة التي بدت مرّات كثيرة أقرب إلى الاندهاش من صلابة .. قوة .. متانة شخصية رغدة وصولاً لانسجام عام .. أيضاً لماذا ؟ ..‏

ببساطة ..‏

تحمل رغدة مفهوماً جوهريا ً لمعنى  كونها إنسانة حقيقية قبل كونها فنانة .. فالفنان ليس واجهة ( برواظاً خارجياً ) وحسب ، ولهذا ..  سنجد اسمها في كل مجال آخر غير فني . تنشط مثلا ً شعرياً .. إنسانياً .. وحتى سياسياً ، ضد كل ما يهدد وجودنا .. هي في غزة ، في الضاحية الجنوبية – بيروت .. وفي العراق .. ما تصنعه هو مجرّد تفعيل لواقع كونها فنانة نابضة همّا ً بقضايا أمتها الواحدة ..‏

فكان طبيعياً أن ترفض أي تفريق ما بين دراما سورية وأخرى مصرية ، تعترف ( أكره هذه الشوفينية ) .‏

الكيلاني  تحاصر .. تغامر .. وأحياناً تناور .. إلا أن السحر سينقلب على الساحر .. وكل حوصاتها ستكون لصالح رغدة التي لم تهضم أسلوب ( الإثارة ) التي تتبعها وفاء .. برشاقة وهدوء طوّعته بل تركت بصمتها الخاصة جداً تؤثر على سير كامل الحلقة .‏

بالطبع تتسرّب أسئلة وفاء كما العادة إلى أماكن شديدة الخصوصية .. مثيرة ً زوبعتها .. هل رغدة معقدة عاطفياً .. التي بدورها لن ترتد عن قناعتها ( ظل حيطة ولاظل رجل ) .‏

تتحرر رغدة من عقد محيط  فني وغير فني .. مجتمع تحكمه نظرية المؤامرة .. وتنمو في أحشائه أحزاب الشك .. لتصنع حالتها الفريدة  .. ( أنا فنانة مزاجية لا تعنيني البطولات .. ولا أؤمن بالتواجد لمجرّد التواجد ) .‏

رغدة حضرت .. أثّرت .. وعلّمت ..‏

( فوكس ) الحلقة كان حالة فرضتها بعيداً عن شخصها .. تُفتقد في وسط فني – ثقافي ، حالة بطعم خاص انكمشت أمامها الكيلاني ، وبالتوازي مع انفراج زاوية من تجلس قبالتها .. تُعلي الصوت تأكيداً أن : حشم المعاني لا يخدم مع عهر الحروف ..‏

 ‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية