|
فضائيات الهاء تعود لمطلق ضيف يحضر ساح (بدون رقابة ) .. وفاء كيلاني تصنع شبكة دوائرها لكن العنكبوتية .. بتلويحة يد واحدة ناعمة سريعة وأيضاً متقنة هزّت الفنانة رغدة تلك الشبكة .. أطاحتها أرضاً ..
ولكن .. ماذا عن دائرة حوارية اجتمعت الاثنتان حولها ..؟ دائرة تُقسم مروراً من نقطة مركزها إلى قطاعات .. وغالباً ما لاحظنا في ( بدون رقابة) احتلال الكيلاني للنسبة الأكبر من تلك القطاعات ، تنفرج زاوية قطاعها قُبالة حصر ضيفها في زاوية حادة ضيقة تكاد تنطبق بأضلاعها عليه . مع رغدة .. ما حصل كان العكس تماماً .. بيديها توسّع الزاوية رغماً عن محاولات وفاء العديدة المضادة لانفراج ضيفها . أسلوب الكيلاني بات أكثر من معروف .. ليس المهم في حلقة ( رغدة ) الحديث عنه ، بمقدار ما يبدو الأهم هو ملاحظة أن تنوّع طابع البرنامج جاء من الضيفة .. من حضور طاغ ٍ فرض حالة لافتة .. تُحترم . . لماذا ؟ .. بغض النظر عمّا قالت رغدة ، وسواء اتفقنا مع آرائها و مواقفها السياسية ، مع قناعاتها الحياتية أو الفنية أم لا .. كسرت حصاراً .. تحرّرت من إدانات يتعرّض لها أي ضيف قبالة الكيلاني ، هذه الأخيرة التي بدت مرّات كثيرة أقرب إلى الاندهاش من صلابة .. قوة .. متانة شخصية رغدة وصولاً لانسجام عام .. أيضاً لماذا ؟ .. ببساطة .. تحمل رغدة مفهوماً جوهريا ً لمعنى كونها إنسانة حقيقية قبل كونها فنانة .. فالفنان ليس واجهة ( برواظاً خارجياً ) وحسب ، ولهذا .. سنجد اسمها في كل مجال آخر غير فني . تنشط مثلا ً شعرياً .. إنسانياً .. وحتى سياسياً ، ضد كل ما يهدد وجودنا .. هي في غزة ، في الضاحية الجنوبية – بيروت .. وفي العراق .. ما تصنعه هو مجرّد تفعيل لواقع كونها فنانة نابضة همّا ً بقضايا أمتها الواحدة .. فكان طبيعياً أن ترفض أي تفريق ما بين دراما سورية وأخرى مصرية ، تعترف ( أكره هذه الشوفينية ) . الكيلاني تحاصر .. تغامر .. وأحياناً تناور .. إلا أن السحر سينقلب على الساحر .. وكل حوصاتها ستكون لصالح رغدة التي لم تهضم أسلوب ( الإثارة ) التي تتبعها وفاء .. برشاقة وهدوء طوّعته بل تركت بصمتها الخاصة جداً تؤثر على سير كامل الحلقة . بالطبع تتسرّب أسئلة وفاء كما العادة إلى أماكن شديدة الخصوصية .. مثيرة ً زوبعتها .. هل رغدة معقدة عاطفياً .. التي بدورها لن ترتد عن قناعتها ( ظل حيطة ولاظل رجل ) . تتحرر رغدة من عقد محيط فني وغير فني .. مجتمع تحكمه نظرية المؤامرة .. وتنمو في أحشائه أحزاب الشك .. لتصنع حالتها الفريدة .. ( أنا فنانة مزاجية لا تعنيني البطولات .. ولا أؤمن بالتواجد لمجرّد التواجد ) . رغدة حضرت .. أثّرت .. وعلّمت .. ( فوكس ) الحلقة كان حالة فرضتها بعيداً عن شخصها .. تُفتقد في وسط فني – ثقافي ، حالة بطعم خاص انكمشت أمامها الكيلاني ، وبالتوازي مع انفراج زاوية من تجلس قبالتها .. تُعلي الصوت تأكيداً أن : حشم المعاني لا يخدم مع عهر الحروف .. |
|