|
ثقافة
اليوم الشهادة عنوان كل منزل سوري, على امتداد هذه الأرض يؤمن السوريون على وقع انتصارات تصنعها تضحيات شهدائهم، بأن التضحية ليست فعلا وطنيا بامتياز فحسب، بل أيضاً تحاكي فيه سمو الوجود ورسالة الخلود الأبدي للوطن... وهاهم الان يرسمون الدرب من جديد يعيدون ألقه وبريقه ويصنعون للأمة مجدا مكللا بالغار والرياحين. كثيرون هم الشعراء والكتّاب الذين كتبوا وأبدعوا في كتاباتهم عن الشهيد والشهادة... فلا ننسى الشاعر الكبير بدوي الجبل ونزار قباني وعمر أبوريشة وسليمان العيسى الذي تمر هذه الأيام ذكرى وفاته وهو الذي أبدع وكتب وأعطى وعلّم أجيالاً بأكملها ماهي الحياة.
علاقة الشاعر الراحل سليمان العيسى مع الشهيد كانت علاقة استثنائية, ففي كل لقاء معه.. تراه يروي لك حكايات بطولات شهدائنا عبر الزمن, وأنهم هم مَن سيعيدون المجد لهذه الأوطان... وربما قصيدته الأشهر والأجمل كانت خير دليل عن محبة الشاعر واعتزازه بالشهيد فقال: ناداهم البرق فاجتازوه وانهمروا عند الشهيد تلاقى الله والبشر ناداهم الموت فاختاروه أغنية خضراء مامسها عود ولاوتر تقدس المطر المجدول صاعقة وزنبقا ؛ ياشموخ الأرض يامطر لاتفلتي قبضة التاريخ عن غدنا أطفالك السّمر ياصحراء قد كبروا ريش على صهوات الرّيح فجّرها بالمعجزات وريش راح ينتظر تعانق النسر والتاريخ ملحمة وكبّرالعشب والينبوع والحجر تعانق الفارس المقدور من ألم والتل ّ؛ فالعاشقان التلّ والشّرر وأينعت بالدم الجولان وانضفرت سيناء ؛ ياروعة الاكليل ينضفر سرّ الصحارى وسلها كلما يبست من أين ينبع فيها الظلّ والشجر ؟ يرحل سيد القوافي ويترك وراءه إرثاً لن تطويه السنون, فقصائده مازالت ملتهبة جديرة بالحب والتذكار... يرحل من كان أباً لكل طفل في هذا العالم فكان شاعر الأمل والحياة رافقنا في حلنا وترحالنا وفي طفولتنا... يرحل ويبقى نقطة مضيئة في سماء سورية التي لم تنجب إلاّ الأبطال والمبدعين والراحل سليمان العيسى واحد منهم وقد كتب عن وطنه الأجمل والأغنى ذات يوم: يا وطن الكلمات الخضرِ تعيش على شفة الأجيالْ كنتَ نشيداً كنتَ نبياً كنت مزارع للأطفالْ جاؤوا باسم النارْ صرت حكاية نارْ تمضي الشعلة حتى النصر، وتبقى ثورتنا الحمـراءْ |
|