تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحلول المستعصية

نافذة على حدث
الاربعاء 12-8-2015
فؤاد الوادي

بعيداً عن كل التسريبات المتراكمة والمتزاحمة التي بدا ضجيجها وصراخها وغبارها خلال الأيام القليلة الماضية أعلى من جلبة المعارك وصخبها، فإن ما يجري من حراك دبلوماسي على الساحتين الإقليمية والدولية،

هو في مطلق الأحوال مؤشر لمخاض ولادة حلول سياسية قد تكون شاملة لازمات المنطقة، بغض النظر عن تلك المحاولات المحمومة للأطراف والقوى الداعمة والحاضنة للإرهاب لعرقلة و تأزيم هذا المخاض أو على الأقل تأجيله في محاولة قد تكون الأخيرة لتغيير المعادلات والموازيين المرتسمة على الأرض و التي بدت ثابتة وثقيلة وغير قابلة للتغيير أو التبديل أو التزحزح من مكانها، خاصة في هذه المرحلة التي تشهد تحولات و تبدلات نوعية دفعت بالإدارة الأميركية وحلفاؤها الغربيين إلى إعادة التموضع بما يتناسب مع الواقع الجديد تمهيدا لاستدارة كاملة نحو الخلف.‏

في كافة الأحوال تبقى المعضلة الحقيقية التي كانت و لا تزال تؤخر أو تمنع ولادة أي حل سياسي في سورية والمنطقة هي في نوايا تلك القوى والأطراف التي لا يزال جُلها مرتبطاًبأجندات خاصة أو خارجية تفرض عليه التموضع والتمركز في ذات الموقع والمربع الذي تعشش فيه الأحلام والأوهام والطموحات والمشاريع الاستعمارية.‏‏

من هذا المنطلق فإن الحديث عن مخاض جديد لولادة مستعصية لحل سياسي في سورية ستبقى مرهونة بجدية تلك الأطراف التي تصر على اللعب على وتر المقاربات الخاطئة والتفسيرات المجافية للواقع والحقيقة والبعيدة كل العبد عن آفاق الحل السياسي الذي ينشده الشعب السوري بعيدا عن تلك الوصفات والخلطات السياسية المسمومة التي يصدرها الغرب إلى المنطقة .‏‏

إن تضخم الإرهاب بشكل غير مسبوق وتمدده في كل الاتجاهات يجعل من مقاربة الواقع بالنسبة لجميع الأطراف على الضفة الأخرى ضرورة حتمية قبل يكون أمانة أخلاقية، وهذا يعني تسهيل وتهيئة كل الظروف المناسبة والمواتية لولادة طبيعية لحلول سياسية وبأسرع وقت ممكن، و الذهاب عكس ذلك يعني إبقاء الباب مشرعاً على مصراعيه أمام الإرهاب على كل الاحتمالات والخيارات التي تبدو في مجملها دموية وكارثية للجميع، وحتى لا يكون مايجري مخاضاً لموت جديد بدلاً من أن يكون ولادة لحياة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية