تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المرأة في المسلسلات التي تناولت الأزمة

فنون
الأربعاء12-8-2015
آنا عزيز الخضر

تحمل المرأة عموما أعباء ثقيلة في حياتها، وأتت الأزمة السورية، كي تزيد من مرارتها وعذاباتها، ليس أولها الفقدان وليس آخرها الهجرة والموت والحالة المادية ، وقد تضاعفت مأساتها، وأخذت أشكالاً أخرى أكثر قسوة .

فكيف عالجتها الدراما السورية ؟ هل استطاعت نقل الحقائق التي عاشتها؟ وهل وصلت تلك المعالجات إلى مستوى الواقع ؟ وإلى أي مدى أظهرت قدرتها على التحدي وسط الظروف الصعبة ؟.. لقد مرت الكثير من الأعمال على معاناتها بشكل مباشر وغير مباشر، فكيف صورت الدراما المرأة السورية مترافقا مع ظروف الأزمة، تعددت الآراء مابين رأي يرى مجرد تصوير الواقع، هو الذهاب بعينه إلى واقعها وآخر يرى أن الدراما نقلت ماعانته المرأة بشكل متميز، معتبرا إياها، أنها تعاملت بمسؤولية كبيرة تجاه المرأة، وصورتها كما كانت في الواقع ، وفما يلي هناك العديد من الآراء التي تدور ضمن هذا السياق .‏

الاقتراب من الواقع‏

الفنانة سلمى المصري تقول : اقتربت الدراما في أعمالها من الواقع بأشكال وأطروحات عديدة، وصورت الواقع الجديد وجراحه بأوجه عديدة، ومنه ما عاشته المرأة السورية من فجائع على كافة المستويات، وإن اختلفت سويات الاعمال، وقد تميز بعضها في معالجتها بالشكل الأعمق، إلا أن أي عمل يقترب من الأزمة لابد له من الحديث عن المرأة السورية وما عانته وقدمته للوطن، وقد رأيناها على أرض الواقع، هي النموذج الذي يعلّم معنى التضحية، معنى الكفاح، وحب الوطن، رغم أنها هي أكثر من فقد، وخسر، وعانى، لذلك فأي عمل جيد، تصب مقولته في إطار الواقع، هو يتحدث بلسان أي فرد في المجتمع، لان مأساتنا عامة ، وعلى سبيل المثال يحكي مسلسل (حارة المشرقة) الذي شاركت فيه ، عن واقع الأزمة في سورية، وواقع العلاقات الاجتماعية وعلاقات العائلات ببعضها البعض، ومن كل الأطياف، وكيف تجمعهم المحبة والألفة، وكيف هم متآلفون، كأنهم أسرة واحدة، يقفون إلى جنب بعضهم البعض عند أي مشكلة أو معضلة، فالعمل يركز على الطابع الإنساني واللهجة الإنسانية الجميلة بالدرجة الأولى، حيث عرفت أنها السمة الأهم، التي عرف بها الشعب السوري، ومهما تغيرت المعالجات وتلونت، لا يمكن فصل المعاناة .‏

اختيار الموضوعات‏

أما الفنانة رنا جمول التي قامت بأميز الأدوار حول أم الشهيد عبر عرض (نبض) وأدوار أخرى عن الواقع السوري، رأت أنه لا يمكن فصل وسلخ الفن عن الواقع، كما أنه من غير الممكن اليوم أن نرى عملاً يصور سورية وكأنها لم يحدث فيها شيء، والذي يحدث شيء فظيع ، يدفع ثمنه جميع أفراد الشعب السوري ،وما عانته المرأة السورية أيضا ،هو فوق طاقة البشر، من هنا لا يمكن لعمل فني إلا وأن يمر بالشكل المباشر وغير المباشر على مأساتها المتعددة الأوجه، ولكن بالوقت ذاته يجب علينا اختيار المواضيع التي تدعم ما نفتقده كالحب، والعلاقات الإنسانية الجميلة، وغيرها، التي تأثرت بالأزمة، وذلك لتخفيف قبح ما نراه ونسمعه.‏

قوة المرأة وتحديها‏

أما الفنانة علا الباشا التي شاركت في بطولة فيلم (تحت سرة القمر) الذي يتحدث عن الأزمة بأبعاد غنية ورؤيا ناقشت قضايا وطنية واجتماعية وإنسانية ، وركز على قوة شخصية المرأة السورية وإرادتها وتجاوزها المحن، مهما صعبت، كي تكون مصدراً لمنح القوة للمحيطين بها، فقالت: شاركت في الفيلم بدور امرأة مهجرة، وهي معاناة كبيرة عاشتها المرأة السورية أثناء الأزمة، ورغم ذلك لم تستلم، ولم تقف عاجزة أمام مأساتها الجديدة، بل تابعت حياتها وبدأت من جديد تعمل، وتبني بكل شجاعة وقوة، فأنا مع تلك الأعمال التي تحمل الطابع التشجيعي لتحدي صعوبات ما نعيشه، كما أن الواقع يزدحم بنماذج لنساء سوريات، امتلكن القوة المدهشة لصنع المعجزات في الواقع، وهن خسرن الكثير، وفي كل الاتجاهات، ألا أنهن كن دوما مصدر الإلهام للإرادة والقوة والتضحية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية