تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أغنيات حب لوطن الحب والسلام سورية

فنون
الأربعاء12-8-2015
علي الأحمد

لم يتأخر أبداً الموسيقي السوري في التعبير عن حبه وانتمائه لأجمل وطن في هذا الكون سورية أبجدية الحضارة وفجر التاريخ ، حيث كتب اغنيات وطنية تجذرت في تربة هذه الارض المعطاءة وذاكرة الشعب ،

خاصة اذا ما علمنا كيف تعرض هذا الوطن لكثير من الحروب والاحتلال وبالاخص العثماني البغيض ، وما ارتكبه من مجازر تشهد على وحشيته ولا انسانيته ، يكفي ان نتذكر كيف اعدم السفاح جمال باشا كوكبة من الشهداء في السادس من ايار عام 1916 في ساحة المرجة قلب دمشق حيث انطلقت عبرها تلك الاهزوجة الخالدة التي سكنت القلوب والحناجر (زينوا المرجة والمرجة لينا ،شامنا فرجة وهي مزينة) وبنفس روح الاصرار والتحدي شارك الفنان السوري في التعبير عن مرحلة الاستعمار الفرنسي وما جلبه من بلاء وفتن وحروب الى هذه المنطقة فانطلقت العديد من الاناشيد المكتوبة بروح شعبية تفضح اهدافه ومشروعه في تفتيت الوطن الكبير ولعل من اجمل تلك الاناشيد الذي اصبح ثيمة مشتركة في حب الوطن ذلك النشيد الاهزوجة الذي لا يعرف ملحنه او كاتب كلماته (طيارة طارت بالليل فيها عسكر فيها خيل ،فيها ابراهيم هنانو راكب على حصانو) وتوالت مساهمات المبدعين السوريين في التعبير عن تلك المرحلة التي شهدت صعود المد القومي العربي وطرد الاستعمار وأعوانه كما نرى في ابداعات الملحن القدير عبد الغني الشيخ الذي كتب مجموعة من الألحان الوطنية الكبيرة منها (بكرة التار) ونشيده الجميل (امجاد ياعرب امجاد) وتوالت الاعمال الوطنية حيث ابدعت المطربة القديرة سعاد محمد من ألحان الكبير محمد محسن قصيدة (جلونا الفاتحين) للشاعر الكبير بدوي الجبل وغنت المطربة سلوى مدحة من اشعار الكبير عمر أبو ريشة وألحان المبدع صاحب الألحان الخالدة فيلمون وهبي قصيدة (يا عروس المجد) ومن ألحان المبدع زكي محمد غنت صاحبة الصوت الساحر ماري جبران قصيدة (زنوبيا) وقصيدة (دمشق) وفي الستينات أعاد المايسترو الراحل صلحي الوادي إحياء بعض الاعمال الشعبية بصياغة غربية بديعة ضمنها عمله المهم (يوم من أيام الثورة السورية) نص الكاتب حكمت محسن ، ولا ننسى بطبيعة الحال ظهور الفنان القدير المنولوجست سلامة الأغواني صاحب الاعمال الشعبية البديعة التي فضح عبرها هذا المستعمر ونالت شهرة واسعة في حينها نذكر منها مونولوج أنا قلبي دايب ،وكنا صغاراً ،والجراد، وغيرها من أعمال يضيق المجال هنا في الحديث عنها ، وهذا يؤكد على ان الفنان السوري شاعرا وملحنا ومطربا لم يتوان ابدا في ترك بصمته وحضوره المضيء في قراءة الاحداث الوطنية والتعبير عنها بكل ابداع وتميز .‏

Ali.mezzo59@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية