|
فنون فيُقال قبل هذا العمل وبعد هذا العمل .. وكذلك الأمر بالنسبة للدراما التي تم إنتاجها في سورية فعبر تاريخها أنجزت أعمالاً كانت فيصلاً حقيقيا ًفي مسيرتها وآلية تطورها حتى بات يُقال (الأعمال المُنجزة قبل هذا العمل والأعمال المُنجزة بعده) فأصبحت علامة فارقة يُقاس من عندها الزمن والإنجاز ، منذ أيام الأبيض والأسود ثم خروج الكاميرا من الاستديو والتصوير في الأماكن الحقيقية وانتشار الفضائيات وما شهدته الدراما من نهضة حقيقية ، وبالتالي هناك أعمال استطاعت تحقيق شرط (العلامة الفارقة) ولكنها بقيت قليلة إذا ما قيست لكمية الإنتاج ولعدد السنوات ، وهذا الكلام لاينتقص من النجاحات التي حققتها الكثير من المسلسلات ، ولكن رغم أن هناك الكثير من الأعمال الهامة التي حققت جماهيرية واسعة وشكلت ظاهرة بحد ذاتها إلا أنها لم تصل إلى مرحلة تشكل فيها نقطة تحوّل . ولدى النظر إلى ما تم إنتاجه في السنوات الأخيرة ، تُرى هل نجد مسلسلاً حقق هذه الخاصية ؟ بمعنى أن يكون هو الفاصل بين مرحلتين (سابقة ولاحقة) ؟ هل استطاع أحد المسلسلات المُنتجة تحقيق حالة من منع التجول أثناء عرضه كما حصل مع عدد قليل من الأعمال في سنوات خلت ؟.. كل مرة ننتظر الإجابة عن هذه التساؤلات من خلال الفعل لاالقول ، ولكن تأتي النتيجة مخيبة للآمال ، ربما تُقدم أعمال جيدة وهامة وترقى في مستواها إلى مصاف متقدمة ، ولكنها تبقى دون تحقيق هذه المعادلة ليغيب العمل المنتظر الذي يشكل تحولاً هاماً في مسيرة الدراما ، والسؤال أهذه واحدة من الضرائب التي بات يدفعها العمل الدرامي لأنه أسير الدورة البرامجية الرمضانية ، أم هو حكم التسويق والفضائيات والإعلانات واختلاف المفاهيم وتبدل النظرة للأمور ؟ أم هو نتيجة طبيعية للاستسهال والترهل الذي بدا واضحاً لدى الكثير من صنّاع الدراما في الفترة الأخيرة ؟.. تساؤلات مشروعة في انتظار العمل الفيصل . |
|