تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خضور: مســؤولية مشــتركة تتكامــل عندهـا الأدوار..

ثقافة
الاثنين 11-11-2013
 آنا عزيز الخضر

كون الثقافة عملية تفاعلية واسعة، وفي كل الأبعاد الاجتماعية والتاريخية والوطنية والفكرية والحياتية والعملية، لذلك هي ترتبط بكافة جوانب المجتمع، وكل ما يتعلق به في كل المجالات وبالشكل المطلق، من هنا هي مشروع يتشارك فيه الجميع، وإن اعتمد نسبيا على الحالة الفردية كانطلاقة.

فالثقافة هي طريقة حياة شعب بأكمله، إذ تبدأ من طرق المعيشة إلى السلوك إلى المعارف والعادات والمعتقدات وطرق التفكير وأدوات التعبير عن الجمال،في كل الاتجاهات، حتى الموسيقا التي يعزفونها، حيث اجتمع على هذا التعريف أوما يقاربه كافة المثقفين في العالم ككل والعرب، ومثلما أكد (محمد الهادي عفيفي): الثقافة هي كل ما صنعه الإنسان خلال تاريخه الطويل في مجتمع ما، هذا وتشمل اللغة والعادات والقيم وآداب السلوك العام، والآداب والمعرفة والمستويات الاجتماعية، والأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والقضائية والسياسية والإنسانية، فهي تمثل التعبير الأمثل عن الخصوصية التاريخية لأمة من الأمم وعن نظرة هذه الأمة إلى الحياة والكون والإنسان،‏

وانطلاقا من مفهوم الثقافة فإنها ترتبط بكل مناحي الحياة بشكل مطلق، أن كان في التربية أوالتعليم أوالجامعة أوالإعلام أوالإبداع والقطاعات الأخرى، وكل شيء.‏

فكيف يجب أن تكون الثقافة.؟ ليمكنها أن تكون تعبيرا حقيقيا وملامسا لحاجات المجتمع المختلفة، وتتكامل في نفس الوقت المسؤوليات المختلفة عندها، كونها مشروعاً تشاركياً بامتياز، حول ذلك كانت وجهات النظر الآتية:‏

تحدث المترجم الأديب (حسام الدين خضور) قائلا:‏

بعيداً عن التعريفات المدرسية للثقافة والمثقف، وبتأثير أزمتنا الوطنية، سأقدم تعريفي للمثقف، وأقول: المثقف هومن يمتلك المعرفة والأدوات المعرفية، التي تمكنه من رؤية الواقع ومعرفة مشكلاته القائمة وكيفية معالجتها، ويسلط الضوء على المشكلات المتفاقمة التي يعاني منها الناس، ويقدم قراءته لها، ويطرح آليات معالجتها موجهاً خطابه للناس والسلطة، لأن المشكلات العامة همّ اجتماعي يتطلب مشاركة الجميع.‏

توجد حدود مشتركة كثيرة بين المثقف والمتعلم. فالمثقف متعلم بالضرورة. لا يمكنه أن يقوم بدوره من دون أن يكتسب أسباب المعرفة وأدواتها. أما المتعلم فقد لا يكون مثقفاً على الرغم من أنه يمتلك كل المؤهلات ليكون مثقفاً جيداً. فالثقافة معرفة والتزام بتوظيف المعرفة لخير المجتمع.‏

في الأزمات الوطنية الكبرى يتقدم الوجه السياسي للثقافة على بقية الأوجه، ويغدوالمثقف هومن يمتلك القدرة على تحليل الأوضاع المعقدة، ويقدم رؤية وآليات عمل للناس، تشد من أزرهم وتحفز قدراتهم في معركة مصيرهم الذاتي.‏

وفي الميدان السياسي، يتضح مدى ارتباط الثقافة بالحرية والقيم الإنسانية.‏

فالمجتمع الذي لا يسمح بحرية التعبير والنقد وتسليط الضوء على الأخطاء، يشل قدرة المثقفين على الفعل ويحولهم إلى مجموعة من المتعلمين. وهنا تبرز أهمية الشجاعة في تقديم ما يراه المثقف صواباُ للسلطة والمجتمع. وفي الأزمات تعلوسلطة المجتمع على سلطة الدولة أحياناً كثيرة.‏

كثيرون لا يجرؤون على قول الحقائق التي يملكونها للناس خشية النبذ الاجتماعي والقتل أحياناُ، وتاريخنا يقدم أمثلة حية على ذلك ابن رشد وغيره.‏

وفي الميدان السياسي يتضح الجانب الاجتماعي للثقافة. فالتكافل الاجتماعي والتعاون مسألتان حيويتان في مواجهة الأخطار المحدقة بالمجتمع. وهنا نلمس أهمية الحديث الشريف، الذي يوصي بسابع جار دون ذكر لانتمائه أولونه أوجنسه أومذهبه.‏

وفي الميدان السياسي تتضح أهمية المحافظة على ما يملكه المجتمع سواء، كان المالك هوالدولة أوالفرد أوالعائلة. فالمصنع والمنشأة والمزرعة والمرفق العام وغيرها، بغض النظر عن طبيعة ملكيتها، هي التي توفر لنا أسباب الحياة. لقد علمتنا الأزمة، التي لا تزال تضغط علينا بشدة، أن مجرد توفير الأشياء أمر حيوي. وبالتالي على المجتمع حماية ما يملك. في الأزمات الكبرى، تنتفي أهمية من يملك الشيء، وتزداد أهمية وجود الأشياء الضرورية لحياتنا من غذاء وطاقة ودواء ووسائل اتصال ومواصلات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية