تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الإرهاب .. القاسم المشترك لأعداء سورية

شؤون سياسية
الاثنين 11-11-2013
محرز العلي

لم يعد خافيا على كل من يملك بصرا وبصيرة ويراقب أحداث المنطقة أن الإدارة الأميركية ومعها بعض القوى الغربية والإقليمية بالإضافة إلى الكيان الصهيوني وعدد من المشيخات الخليجية

يستخدمون الإرهاب وسيلة لتنفيذ أجندات استعمارية تقوم على تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ بهدف إخضاع القرار الوطني لمشيئة السياسة الاستعمارية وبالتالي سهولة استغلال خيرات الشعوب بعد إضعافها وتحقيق امن ومصالح الكيان الصهيوني .‏

فما تشهده المنطقة العربية تحت عنوان ما يسمى “الربيع العربي” الذي بث الفوضى والعنف وعدم الاستقرار في عدد من الدول ومنها سورية خير مثال على السياسة الغربية الاستعمارية التي استغلت بعض القوى الضعيفة التي باعت نفسها للشيطان الأميركي من اجل خلق الفوضى وارتكاب الأعمال الإرهابية تحت شعار المطالبة بالحرية والديمقراطية وغيرها من الشعارات الزائفة البعيدة كل البعد عن الأهداف الحقيقية لهذه الفوضى المتعمدة .‏

لقد اصدر الإرهابي أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة تسجيلا صوتيا يتعلق بتنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في محاولة لفض الاشتباك بين الأذرع الإرهابية التي تعمل في سورية والعراق حيث أعلن عن إلغاء تنظيم (داعش) ليعمل الإرهابيون تحت مسمى دولة العراق الإسلامية في حين تعمل جبهة النصرة في بلاد الشام، الأمر الذي يؤكد أن الأعمال الإرهابية التي يرتكبها هؤلاء الإرهابيون في العراق وسورية مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي وان التنسيق بين المجرمين التكفيريين يتم مع قادة تنظيم القاعدة الإرهابي الذي يمول بالمال والسلاح من السعودية وقطر ويتم تسهيل مهمته من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية وبمساعدة مباشرة من الكيان الصهيوني الذي أقام مشافي ميدانية من اجل معالجة جرحى الإرهابيين، وفي هذا السياق أعلنت وسائل إعلام الكيان الصهيوني ان نحو 800 إرهابي تلقوا العلاج أو يعالجون حالياً في المشافي الإسرائيلية ما يؤكد تورط السعودية وقطر وتركيا والكيان الصهيوني بسفك الدم السوري عبر هذه الأذرع الإرهابية التي تأخذ تسميات متعددة القاسم المشترك بينها ارتكاب الأعمال الإرهابية بحق الشعب السوري .‏

ان تنظيم القاعدة الذي نشأ وترعرع في أفغانستان بدعم أميركي سعودي لمقاتلة القوات السوفييتية يستخدم الآن من قبل الإدارة الأميركية في تنفيذ أجندات عدوانية في مناطق أخرى حيث ظهر هذا التنظيم في العراق بعد الاحتلال الأميركي لهذا البلد والآن يقوم مجرمو القاعدة بتفجير السيارات المفخخة واغتيال العلماء والشخصيات السياسية والدينية في العراق من اجل خلق فتنة طائفية ومذهبية لإبقاء العراق ضعيفا ومشرذما، ونلاحظ ان الإدارة الأميركية التي تحيك المؤامرة ضد سورية تستخدم الإرهابيين من جبهة النصرة من اجل إضعاف الدولة السورية عبر تدمير منشآتها وبنيتها الاقتصادية ومحاولة زرع بذور الفتنة واستنزاف طاقات الجيش العربي السوري وإلهائه عن مقارعة العدو الإسرائيلي وتحرير الأرض المحتلة، الأمر الذي يشير بوضوح إلى أن الإدارة الأميركية التي سبق لها ان وضعت جبهة النصرة على لائحة المنظمات الإرهابية تحاول تضليل الرأي العام الدولي وتجافي الحقيقة عندما تقول أنها تحارب الإرهاب لأن الحقيقة الساطعة تؤكد ان واشنطن وعبر عملائها في المنطقة هي من توفر للتنظيمات الإرهابية التي ترتبط بالقاعدة كل أسباب القوة والدعم والتشجيع على الإرهاب المنظم وذلك من اجل تنفيذ مخططها العدواني ضد الدول التي تخالف بسياستها السياسة الأميركية، وما يجري في سورية من إرهاب منظم بتشجيع أميركي إسرائيلي سعودي تركي هدفه ضرب القرار الوطني المستقل لسورية الداعمة للمقاومة، والممانعة لمشاريع الهيمنة والتقسيم التي تنتهجها القوى الاستعمارية في المنطقة.‏

لقد بات واضحا أن القاسم المشترك بين التحالف الأميركي الإسرائيلي الغربي وعملائهم من دول المنطقة من جهة وتنظيم القاعدة ممثلا بداعش وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية هو الإرهاب المنظم الذي يستخدم كوسيلة من اجل إقامة ما يسمى الإمارات والكانتونات الضعيفة التي لا تملك إمكانية مخالفة السياسة الأميركية وبالتالي محاولة تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يقسم الدول العربية إلى أكثر من 52 كانتوناً صغيراً يخدم في أجنداته أعداء الشعب العربي وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني .‏

ان السياسة الأميركية تجاه شعوب المنطقة عموما والشعب السوري على وجه الخصوص والتي تعتمد على إرهاب القاعدة لتنفيذ أوهامها الاستعمارية تفسر محاولات تعطيل المؤتمر الدولي الذي تم الاتفاق على عقده في جنيف بين الجانبين الأميركي والروسي، حيث تمارس إدارة البيت الأبيض ازدواجية لم تعد خافية على احد ففي حين تدعي أنها مع الحل السلمي للأزمة في سورية توزع الأدوار على عملائها من اجل عرقلة انعقاد هذا المؤتمر ووضع الشروط التي من شأنها عرقلة أي جهد دولي لحل الأزمة عبر الحوار وذلك لأن هذه الشروط لا تنسجم مع تطلعات الشعب السوري وثوابته بالحفاظ على السيادة والاستقلال واختيار ممثليه وبناء مستقبله دون تدخل خارجي لطالما أعلن السوريون ان هذه الثوابت لا يمكن المساس بها.‏

ان الإرهاب المنظم المدعوم أميركيا وإسرائيليا والذي يشكل القاسم المشترك مع تنظيم القاعدة لابد أن يرتد على صانعيه وداعميه، وإذا كان الإرهاب هو وسيلتهم لتدمير الدولة السورية فان أحلامهم وأوهامهم بدأت تتحطم على صخرة صمود الشعب السوري وجيشه البطل الذي يحقق الانتصارات المتتالية على الإرهابيين وانجازات الجيش العربي السوري في اجتثاث الإرهاب على الأرض خير دليل على هزيمة المتآمرين وعملائهم وزعانفهم الإرهابية، وان ملامح النصر بدأت ترتسم بفضل صمود شعبنا وبطولات جيشنا الذي اقسم على حماية الوطن والمواطن ودحر الإرهاب والإرهابيين الذين لا مكان لهم على الأرض السورية مهما كانت التضحيات.‏

‏

">mohrzali@gmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية