تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عقدتهم .. أننا نحب الحياة

عين المجتمع
الاثنين 11-11-2013
غصون سليمان

تناثرت أشلاء طفلها الصغير وهو يستقل سرفيساً خاصاً بأطفال الروضة واسم هذه الروضة طيور الجنة، فطار الجسد بفعل سيارة مفخخة واعتلت الروح مع رفاقها حيث رزقها ومستقبلها في السماء..

هو مشهد يومي نستقبل فيه صباحاتنا ونختم فيه مساءاتنا على شريط من الحزن والمآسي وافتقاد من نحب.. ؟! ومن نعيش معهم.. صحيح أن العين السورية تبكي كل يوم وتسكب الدموع كشلال المطر..‏

أرادوا لها أن يسمرها الحزن ويخطف بريقها الألم، إلا أن تقاسيم الوجه رفضت أن يعتلي الجبين إلا نضارة اللون وحب الحياة وعشق الكرامة..‏

لم يعد مهمًا كم نودع يوميا من شهداء ونداوي جرحى ومصابين ونتوقع ونستقبل عنوة وعدواناً أدوات القتل.. بشعارات الموت المختلفة.. كل ذلك لم يعديخيفنا نحن السوريين لأن من سبقونا علمونا كيف يجب أن نبني المجد ونطهر الأرض بدماء الشهداء.‏

فالموت في سبيل الشرف أصبح لنا عنوان حياة، وفي عهدة السوريين الشرفاء الكرماء لامكان للخوف، للتعب، وللنوم والسهر والنسيان..‏

لأن اليقظة والتيقظ والرصد والمراقبة والانتباه يحرسون المكان ويفرشون الأمان.‏

في دفتر الوطن كلمات راسخات دونها الأجداد في سجل النضال ونفذها الآباء ويسيرعلى هديها ويتعلمها الأبناء.. فعمقنا عمق الجذور في هذه الأرض من شجر سنديان وحجر صوان وجبال راسيات وهضاب كاشفات ..‏

لوننا ، لون الوطن الصافي لايقبل القناع والصباغ والموضات، نخاف الله ونعرف الحدود ومايجب أن يكون تعلمنا في مجمع الأمثال حكمة أن القلب السليم والعقل السليم في الجسم السليم وطالما العقل السوري مبدع وخلاق، وقلبه ينبض بالحب والحياة، وجسمه صلب وممانع لمعظم الآفات والأمراض الاجتماعية العابرة والوافدة ، ويجيد فن السباحة في بحر تتسابق فيه معظم الحيتان البشرية للوصول إلى شواطئه ومرافئه المسورة برجال أقسموا أن يصونوا العهدة والأمانة ويستعذبوا الموت في سبيل الحياة الكريمة ...؟!!‏

وشعب أبي وفي آمن بأن لاشيء يعلو على حدود الوطن إلا عظمة الوطن في سره وكبريائه وعنوانه.. فكانت الأغنية واللحن والنشيد يعزف على أوتار الرصاص والقذائف وعبوات الموت الغادرات.. نحن شعب لانقبل إلا لون الحياة.. حياة سورية التي أصبحت اليوم في كل المقدمات وعلى كل الواجهات..‏

علم بألوانه وجيش بأوصافه وشعب بخصاله...‏

نحب الضياء نحب الحياة.. ضحكات أطفالنا ستعود بالمحافظ والدروس.. وتمسح بأياديها الغضة غبار التعب وهم الأعوام العجاف المثقلة بمخلفات الغرب وكل بضاعتهم الباليات...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية