تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من أجل نهضة عربية

ثقافة
الأربعاء 22/6/2005م
جمانة سليمان

القضية هي الانسان هذا هو العنوان الذي اختاره الدكتور يحيى الجمل لكتابه الواقع في 312 صفحة من القطع المتوسط والصادر عن دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر

والذي هو عبارة عن مجموعة من المقالات كتبت في العديد من الموضوعات ,مع ذلك يجمعها كلها انها تدور حول الانسان في كل مكان من حيث كونه انسانا بصرف النظر عن انتمائه لأمة معينة او دولة معينة تدور حول محور واحد محور حرية الانسان وحقوق الانسان وعقل الانسان وعلى اساس ذلك قسم المؤلف كتابه الى ثلاثة اقسام:‏

القسم الأول: ويضم المقالات التي تعالج موضوعات تتعلق بالانسان من حيث هو انسان على اي ارض كان فهي تعالج قضايا فكرية عامة ومن ضمن ما كتب عنه في هذا القسم الانسان والوحش واللامنتمون وكيف نحمي حقوق انسان (عيد بأي حال عدت يا عيد - البطل الذي رحل - معرض الكتاب- اخلاق الشعوب).‏

أما القسم الثاني فهو الانسان .. في مصر ويتجه منه اساسا الى مشكلات الانسان في مصر بكل صورها وابعادها.‏

أما القسم الثالث والأخير فقد كان عن قضايا الامة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي استأثرت بكثير من مقالات هذا القسم هذه القضية التي يبدو اننا سنقضي عمرنا كله نتكلم عنها ثم نكتفي بالكلام ولا نفعل شيئا قط وقد يكون ذلك لاننا لانريد الفعل او لأننا غير قادرين عليه وتتباين هذه المقالات المتعلقة بالقضية الفلسطينية يبن مقال ( عار الانتصار) ومقال (الانتفاضة) التي تعتبر بمثابة عودة الروح الى الامة العربية كما تناول هذا القسم الحديث عن فارس العقل العربي بغير منازع( كما اطلق عليه الكاتب) زكي نجيب محفوظ الذي هو علامة واضحة في علاقات تطور العقل العربي ومعلم اساسي من معالم التقاء الحضارات والثقافات على حد سواء.‏

وعندما قررت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو العربي) منح جائزة الثقافة العربية ولأول مرة لذاك الفارس فقد كان قرارها قرارا عربيا صائبا ومن القرارات الجديرة بالتقدير لأنها استطاعت ان تقول للناس جميعا ان ثقافة العرب واحدة رغم كل ما يموج به الوطن العربي من خلافات وانقسامات وتمزقات .‏

كما تحدث عن حق او الاختلاف الحق في التعددية الذي هو ثمة حقيقة جوهرية واساسية من حقائق الحياة هذا الحق هو في حرية تكوين الاحزاب السياسية باعتبار ان غياب هذه الاحزاب هوا حد الصور الاساسية من صور ازمة الديمقراطية وغيابها في اقطار العروبة.‏

وتكلم عن اختلاف المتحضرين واختلافاتنا وشتان بالنتيجة ما بين الاختلافين عندما قارن بين اختلاف امريكا والاتحاد السوفيتي سابقا ورغم كل المواجهات والصراعات والاختلافات بينهما فقد كان هناك لقاء جنيف بين اكبر زعيمين انذاك ( ريغان وغورباتشوف) فاتفقا على امور قليلة اختلفا حول امور كثيرة واتفقا على لقاءات جديدة لمواصلة الحوار وبين اختلافات الامة العربية التي تعيدهم الى الوراء) الوراء ويمضي الكاتب ليقارن بين العرب ودول اوروبا تلك الدول التي تتكلم لغات متعددة وتنتمي الى قوميات مختلفة والتي حارب بعضها بعضا حروبا ضارية طويلة تخطو كل يوم خطوات ثابتة نحو التقارب لتكون في القريب العاجل (الولايات المتحدة الاوروبية) كما يحلو لهم القول . على حين ان الدول العربية التي تتكلم لغة واحدة وتنتمي الى امة واحدة وتدين غالبيتها بدين واحد والتي اقامت اول منظمة اقليمية معاصرة بعد الحرب العالمية الأولى هي جامعة الدول العربية هذه الدول العربية تزداد كل يوم تمزقا وتزداد كل يوم ضعفا وتبتعد عن بعضها ا لبعض ويعز عليها ان تعقد اجتماعا منتجا .‏

وقد انهى كتابه ب¯ حوار مع امريكي مستنير وحوار مع التلفزيون الامريكي والرهان الامريكي .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية