تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تصدع في بناء مدرسي يهدد حياة عشرات التلاميذ

قضايا المواطنين
الأربعاء 22/6/2005م
عادل عبد الله

تظهر في بعض الابنية العامة عيوب انشائية نتيجة سوء التنفيذ اوعدم التقيد بالمواصفات المطلوبة اضافة الى سوء الاستثمار غيرالمدروس

ومن بين هذه الابنية مدرسة زهرة المدائن في منطقة الدحاديل بدمشق اذ ظهر فيها بعض التشققات والصدوع في الهيكل العام .‏

وفي زيارة للمدرسة للوقوف على واقعها بدت التشققات والصدوع واضحة وخاصة الانتفاخ الواضح في منطقة الفاصل التمددي للبناء والذي انشىء بطريقة مخالفة للمواصفات اذ خلا من المواد العازلة وغابت عنه التغطية بصفائح الالمنيوم المطلوبة.‏

بداية المشكلة‏

السيدة هيام اسماعيل القائمة على رأس ادارة المدرسة منذ بدء استثمار البناء في العام 1995 اوجزت سبب المشكلة واوضحت انه في بداية استثمار المدرسة كان عدد الطلبة قرابة 750 تلميذا الامر الذي عنى استخدام ثلاثةطوابق من المبنى ولكن منذ عامين اصبح عدد الطلاب قرابة 1500طالب الامر الذي اضطر ادارة المدرسة لاستخدام الطابق الرابع لاستيعاب الزيادة في عدد التلاميذ وحاجتهم لاثنين واربعين شعبة دراسية ومنذ ذلك الحين بدأنا نلحظ ظهور تشققات في الجدران والفاصل التمددي كما ظهرت شقوق عموية وافقية في غرف الطابق الرابع بكاملها.‏

وحرصا من ادارة المدرسة على سلامة وامن التلاميذ طلبنا من دائرة الابنية المدرسية التحقق من حجم المشكلة فطلبوا منا اخلاء الطابق الرابع من التلاميذ وقد استجبنا فورا لهذا الطلب وأحدثنا نظام الدوامين تخفيفاً لعبء الاحمال والاجهادات المطبقة على كامل مساحة الطابق الرابع.‏

الرأي الهندسي‏

المهندس محمد عادل الازهر رئيس دائرة الابنية المدرسية قال: كلفت مهندسين متخصصين من الدائرة بالكشف على المدرسة وتبيان المشاهدات والرأي الفني وبعد ذلك وجهنا كتابا الى مديرية الخدمات الفنية في محافظة مدينة دمشق وعليه تشكلت لجنة هندسية لدراسة هذه الحالة ضمت مهندسين متخصصين من الجهتين اضافة لوجود استاذ جامعي وخلصت تلك اللجنة بعد الكشف الدقيق الى ضرورةاخلاء الطابق الرابع كما أعطت توضيحا وصفيا لحالة البناء المدرسي اذ تبين من خلال التقرير المعد من قبل مديرية الخدمات الفنية في محافظة مدينة دمشق.‏

انه تم الكشف على البناء بتاريخ 5/5/2005 لدراسة التشققات الحاصلة فيه وتبين مايلي:‏

المدرسة مستثمرة منذ العام 1995 وهي مؤلفة من قبو ارضي وثلاثة طوابق ومنضدة من قبل مؤسسة الاسكان العسكري.‏

تظهر في الطابق الثالث تشققات بين عناصرالجملة الانشائية الحاملة -الاعمدةوالجسور والبلاطات والجدران المرتبطة بها وذلك في مجمل الطابق تقريبا.‏

كذلك تظهر تشققات في بلاطة السقف الاخير متوافقة مع اتجاه الاعصاب في البلاطة وكذلك لوحظ وجود كسر مائل في احد الاعمدة.‏

تظهر في بعض المواقع التي تم قشر الورقة الاسمنتية عنها سوء تنفيذ البيتون المسلح وذلك من حيث تغطية حديد التسليح والتعشيش.‏

يظهر في الطابق الارضي عند الفاصل انتفاخ في البلاطة على طرفي الفاصل مع الاشارة الى ان تنفيذ الفاصل لم يتم بشكل فني بحيث لم يتم ملء هذا الفاصل بالمواد العازلة وتغطيته بالالمنيوم وذلك في كامل المبنى.‏

تظهر على الجدار الخارجي لبيت الدرج تشققات بين الاعمدةوالبلاطات على كامل بيت الدرج من الخارج علما ان بيت الدرج من البيتون المسلح بالكامل.‏

لوحظ على كامل جدران القبو من الداخل والخارج دلائل وجود مياه جوفية وتكلسات وكذلك رشح مياه عبرالباحات ودورات المياه.‏

لم يتم لحظ اي عيب في الجملة الانشائية لعناصر الطابق الارضي والاول والثاني والقبو.‏

التوصيات‏

حمل التقرير توصيات بشأن تدارك اي خطر ووضع الحلول والمعالجة لهذه المشكلة وماجاء فيه:‏

تكليف وحدة هندسية جامعية استشارية او مكتب هندسي استشاري لاعداد تقرير فني عن الواقع مبنيا على تجارب تحميل للبلاطات وتجارب المطرقة البيتونية لتحديد مقاومة العناصر البيتونية الخطية وكذلك اجراء ما يلزم من دراسة لتحديد منسوب المياه الجوفية حول وتحت المبنى وذلك لاحتمال وجود بئر ماء كما افادت ادارة المدرسة في الموقع وتحديد مدى تأثر المبنى بهذه المياه وطرق المعالجة.‏

تحديد سلامةالمنشأة بالنسبة الى الظواهر الحالية ونتائج التجارب السابقة ومايلزم لمعالجة الوضع من اعمال تدعيم فورية.‏

كذلك توصي اللجنة بالابقاء على الطابق الاخير دون استثمار كاجراء احترازي وذلك لحين اعداد التقرير السابق ولاسيما ان مجمل الظواهر الحالية في المبنى من تشققات ظهرت بعد استثماره قبل عامين كما افادت ادارةالمدرسة.‏

الخدمات الفنية‏

اوضح السيد مدير الخدمات الفنية انه بعد الكشف واعداد التقرير الهندسي ابلغ السيد محافظ مدينة دمشق بواقع المدرسة الامر الذي دفع السيد المحافظ لتكليف وحدة هندسية جامعية استشارية ومعالجة وتدارك هذه المشكلة وذلك في العطلة الصيفية بتطبيق تجارب تحميل البلاطات وتجارب المطرقة البيتونية لتحديد مقاومةالعناصر البيتونية الخطية واجراء ما يلزم.‏

والمطلوب في الوقت الحالي اخذ عينة ودراستها للوقوف على الاسباب المباشرة لظهور هذه الحالة.‏

اذ يمكن الطلب من الجهة المنفذة معالجة الاخطاء الحاصلة كون البناء مازال في فترة الضمان الانشائي وفقا لمضمون الفقرة (ز) من المادة 37 من المرسوم التشريعي رقم 2766 لعام 1969اضافة الى تحديد مسؤولية المتعهد وفقا للفقرة (د)من المادة 37 ذاتها اذ تقضي بان المتعهد يظل مسؤولا خلال عشر سنوات عن اي عيب اساسي يظهر في المنشآت بما يؤثر على سلامتها ويكون ذلك العيب ناجماً عن غش اوسوء تنفيذ وبالتالي فان الوقت مازال متاحا للقيام بمعالجة سريعة لهذه المنشأة التعليمية ويمكننا استباق احتمالات التصدع قبل وقوعها ..‏

فهل نرى استجابة سريعة وتحركا مطلوبا من قبل كل من وزارة التربيةومؤسسة الاسكان العسكري نأمل ان نرى ذلك سريعا‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية