|
واشنطن ¯ من باميلا هيس وزراء خارجية 80 دولة أجنبية لمناقشة مسألة إعفاء العراق من ديونه. وسيشارك الرئيس الأميركي جورج بوش في جانب من هذا المؤتمر الذي لن يركز على الوضع الأمني الحالي في العراق لكن حول تأمين مساعدات اقتصادية طويلة الأمد ودعم سياسي للحكومة العراقية الجديدة. وأحد أكثر النقاط أهمية التي سيتناولها المؤتمر هي إعفاء العراق من ديونه الخارجية الباهظة. وتحت وطأة الضغط من الولايات المتحدة, وافق نادي باريس الذي يضم مجموعة من 19 مؤسسة وطنية دائنة على شطب 31 مليار دولار من ديون العراق الخارجية. ولا يزال العراق مديناً للنادي بحوالي 718 مليارات دولار إضافة إلى 80 مليار دولار لدول غير أعضاء في النادي وحوالي 200 مليار دولار للكويت تعويضاً عن الأضرار التي نجمت عن غزو العراق للكويت في العام .1991 ويدين العراق بنحو 10 مليارات دولار لمؤسسات مصرفية خاصة إضافة إلى فوائد تجارية على هذه الديون. وتقدّر الصناعة المصرفية ديون العراق الإجمالية بحوالي 500 مليار دولار عدا الفوائد التي يجب تسديدها عن هذه الديون, ما يعني اقتطاع مبلغ سنوي يقدّر ما بين 20 إلى 25 مليار دولار سنوياً من عائدات النفط العراقية. غير أن أمام العراق فسحة صغيرة للتنفس: لقد أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً نص على إعفاء الارباح التي تحصل عليها الحكومة العراقية من صادرات النفط من القيود القانونية مثل المطالبة بتسديد الديون حتى نهاية العام .2007 وأعفت الولايات المتحدة العراق من مبلغ 4 مليارات دولار يدين بها نظام الديكتاتور السابق صدام حسين لها. وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن شركتي إدارة ديون عالميتين - احج انترناشونال وأكسزوتيكس- أنشأتا في العام الماضي نادي الدول الدائنة للعراق, لإجراء مصالحة وإدارة وإعادة جدولة حوالي 8 مليارات دولار من الديون التجارية على العراق. وواحدة من كبرى الشركات الخاصة الفردية التي يدين العراق لها هي شركة هيونداي الكورية الجنوبية التي يدين لها بحوالي 101 مليار دولار. ولمصرف الرافدين التجاري ديون على العراق, وكذلك لمصرف جي بي مورغان تشايس وبنك نيويورك وبنك ب أن ب باريباس. ويبدأ مؤتمر بلجيكا أعماله يوم غدٍ في بلجيكا بعشاء رسمي يقام على شرف الوفود المشاركة الذين من بينهم وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. ومن المنتظر أن يقدّم وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري تفاصيل المشروع الذي تعتقد الحكومة العراقية المؤقتة أنه الأفضل من أجل المباشرة بالتمويل الذي سيخصص لمشاريع إعادة إعمار العراق. ويهدف المؤتمر لوضع الخلافات التي أدت لانقسام أوروبا والولايات المتحدة بسبب الحرب على العراق جانباً, والاستعاضة عنها بالاتفاق الذي يمكن أن يجمع المشاركين, وهو أنه يجب تشجيع الحكومة العراقية الجديدة على التقدّم بسرعة على صعيد انخراط الأقلية السنية في عملية وضع الدستور العراقي الجديد, وضرورة توفير الدعم السياسي لها لإجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في كانون الثاني المقبل. ومن المستبعد أن تثير الولايات المتحدة مسألة الوضع الأمني المتدهور الذي يسود العراق خلال المؤتمر. واستناداً لمسؤولين في البنتاغون فإن القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق تتعرض يومياً لما بين 50 و 60 هجوماً دموياً, وهذا الرقم أعلى مما سجل في الفترة نفسها من العام الماضي لكنه ضمن المعدل العام المسجل منذ بداية العام .2005 وقال الاتحاد الأوروبي إن المؤتمر تمت الدعوة إليه بناء على طلب الحكومة العراقية المؤقتة, كوسيلة لمناشدة الحكومة العراقية للمجتمع الدولي بشكل موحد. وكانت الأمم المتحدة والبنك الدولي ساهما في رعاية إنشاء صندوق الدعم الدولي لإعادة إعمار العراق الذي جمع لغاية اليوم حوالي مليار دولار تنفق على المشاريع التي تشرف عليها الحكومة العراقية. ويضاف هذا المبلغ إلى مبلغ 18 مليار دولار كانت الولايات المتحدة قد رصدتها لمشاريع إعادة إعمار العراق. ويأتي المؤتمر في وقت يهدد فيه الوضع الأمني الخطير في العراق الجهود التي تتخذها الحكومة من أجل التحوّل نحو الديمقراطية في البلاد. وقتل أكثر من 12 ألف عراقي في الفترة التي تلت إعلان الرئيس بوش انتهاء العمليات الحربية الرئيسية في البلاد, معظمهم نتيجة عمليات انتحارية وتفجير سيارات. ومنذ انتقال السيادة إلى العراقيين في العام الماضي, قتل أكثر من 800 عنصر من القوات الأمنية العراقية. وقتل أكثر من 1720 جندياً أميركياً في العراق في الفترة نفسها, وجرح ما لا يقل عن 13 ألف عنصر في الخدمة منذ بدء العمليات الحربية لغزو العراق في آذار .2003 |
|