|
فضاءات ثقافية تبادلاها خلال الفترة بين عامي 2008 و2011، بالرغم من أن النقاد أبدوا انزعاجاً تجاهها حيث لم يتعودوا على نشر مراسلات بين أدباء من الأحياء، إلا أنهم أشادوا باحتوائها الكثير من العبقرية، نشرت أخيراً في كتاب يحمل عنوان «في التو والحال». مما ورد فيه: عزيزي بول: ظللت أقدح زناد فكري علي أتوصل إلي طريقة يتمكن منها الأدباء من كسب المال، عن طريق مراسلتهم بعضهم البعض، ثم يتم نشر ذلك لاحقاً في كتاب، متسائلاً إن كنت موافقاً مشاركتي في مشروع من هذا القبيل، يمكن أن نبدأ بمناقشه الصداقة على طريقة أرسطو الذي أدلى بدلوه في هذا الموضوع. عزيزي جون: لايمكنني القول إن في استطاعتي إمدادك بوصف عميق المعنى لكلمة صداقة، بالرغم من أن الهدف هو النشر، فأنا على استعداد لفعل ذلك الآن، رأيي النابع من إحساسي هو أن الصداقة يجب ألا يشوبها الجنس! عزيزي بول: رداً على رسالتك الأخيرة، لايسعني إلا الموافقة على أنه ينبغي أن تظل صداقتنا بعيدة عن الجنس، أتطلع لرؤيتك قريباً في استوريا. عزيزي بول: لم أسمع أخبارك لبعض الوقت، هل تلقيت رسالتي الأخيرة؟ عزيزي جون: أقدم شديد اعتذاري لتقصيري في الرد عليك، كما تعلم، أرفض التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وربما تكون «سيري»- زوجتي- قد أغلقت جهاز الفاكس دون قصد لعدة أسابيع، إلى أن تلقيت رسالتك للتو، أشعر أننا استنفدنا كل ما يتعلق بموضوع الصداقة، وربما علينا توجيه اهتمامنا بدلاً من ذلك للأزمة المالية، التي يبدو أنها استولت على انتباه الجميع في نيويورك. عزيزي بول: يلوح لي أنه إذا استطاع الممولون فهم قليل من الأفلاطونية، والحقائق البرجوازية، فلن تحدث حالة الذعر التي نراها، الحقيقة أن لاشيء تغير سوى الأرقام، لذا لماذا لا يتم استبدالها ببساطة بأرقام أخرى تحوز الرضا عن تلك التي تسببت في هذا الإنذار؟ ناشري يصر على ذهابي إلى «توسكاني»، لذا قد نجتمع في نفس المكان كما حدث آخر مرة. عزيزي جون: وصفك للاقتصاد يبدو لي منطقياً إلى حد كبير، |
|