|
فضاءات ثقافية -صدرت روايتك «سفينة نوح» عام 2009 في مصر وتمت ترجمتها وإصدارها بالألمانية في أيار 2013، ماذا تقول في هذه الرواية، التي تدور حول مواطنين يغادرون وطنهم أملاً في حياة أفضل؟ •-كنت أرغب في الكتابة عن نهاية نظام قمعي، نهاية مرحلة في مصر. تتناول «سفينة نوح» فكرة الفيضان الذي يدمر البنية الأساسية لمصر. هذا التدمير هو ما كنت أرغب في عرضه. عندما كتبت الرواية في الفترة بين عامي 2006 و 2008 كانت الفوضى هي القاعدة وكانت الرياح شديدة لدرجة أفقدتنا القدرة على معرفة الطريق. كنا مثل الطيور التي تأخذها الرياح في طريقها. فكرة الهجرة من مصر في «سفينة نوح» كانت رمزاً على أن الأمور لا يمكن أن تواصل السير بنفس الطريقة. الرواية هي عبارة عن حوار بين الراوي وشخصيات الرواية، خليط بين الخيال والواقع السياسي الراهن. الرواية تجمع الأحداث مثل الدائرة وكل الشخصيات تحكي عن الرغبة والحلم بمغادرة الوطن. المستوى الثاني من الرواية يتعرض للفوضى في عقول هؤلاء والمستوى الثالث يتناول جثث الموتى. -كيف كان رد الفعل على الرواية في مصر؟ •-صعدت المبيعات بشكل سريع لتتصدر الرواية أكثر الكتب مبيعاً لعام 2009. -هل واجهت مشكلات وقتها من النظام الحاكم آنذاك؟ •-النظام الحاكم كان ميتاً وقتها، أي مشكلات يمكن أن يواجه المرء مع نظام مات ودفن؟ -كيف ترى التهم التي يواجهها اليوم صحفيون وفنانون بتهمة ازدراء الدين الإسلامي وإهانة رئيس الجمهورية هل هذه نهاية لحرية التعبير؟ •-عندما يعيش المرء في فوضى، وهي مسألة مازالت مستمرة، تصبح حرية التعبير مهددة أو تتم ممارستها بشكل جنوني. ليس لدينا نظام مستقر. صحيح أن لدينا مشكلة في حرية التعبير لكن في الوقت نفسه يقول الناس يومياً الكثير من الأشياء عن الرئيس لا يمكن أن تقبلها حتى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل! -هل ترى أن الإخوان المسلمين الذين وصلوا للحكم قبل نحو عام، لديهم الكفاءة لحكم البلاد؟ •-لا، ليست لديهم. فهم يرتكبون كل يوم الأخطاء وبالتالي يفقدون مصداقيتهم. أنا أنتمي لليسار السياسي لكني لم أعتقد حتى في أحلامي أنه من الممكن أن يفقدوا مصداقيتهم بهذه السرعة. ببساطة هم يفتقرون للشخصيات القادرة على أداء هذه المهمة وهذه كارثة اجتماعية وسياسية الإسلاميون يفكرون في شيء واحد فقط وهو البقاء في السلطة ولتحقيق هذا الأمر قاموا بتطوير استراتيجيات مناسبة مثل السيطرة على الشباب مثلاً وهو أمر يتطلب السيطرة على النظام التعليمي. لقد بدؤوا هذا الأمر قبل 40 عاماً بشكل منظم وهاهم اليوم يتحكمون في التعليم. في عام 2011 بدؤوا في فرض سيطرتهم على نحو أربعة آلاف مركز شبابي في مصر والآن يمتد الأمر لقطاع الثقافة. لقد بدأت للتو هذه الحرب ضد الثقافة فهم يرغبون في السيطرة على جميع المراكز والمعاهد الثقافية وتحديد ما يحدث هناك. هم يكافحون من أجل السيطرة على التشريع. |
|