تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دولار الفجل

الكنز
الثلاثاء 25-6-2013
معد عيسى

يقول المثل « اذا جا ر عليك الزمان ، جوّر عالأ رض « ، لان في الارض كل الخير وبأرخص الاثمان ولم تبخل الارض يوما على من جار عليها ولكن الجور الذي يعانيه المواطن العادي من جوّر اهل الارض ,

وإذا كان المواطن غير قادر على الحصول على خير الارض من خضار وفواكه في عز الموسم فهناك مشكلة كبيرة تتخطى سعي المواطن العادي وتتطلب تدخل الدولة لضبط الاسواق ..‏

ليس لأحد ان يتجاهل انعكاس الازمة على كل مفردات ومكونات المجتمع السوري ، كما لايمكن لأحد كان ان يتجاهل غياب اصحاب الشأن في التعامل مع مفرزات الازمة ، فالمساحات المزروعة اقل من أي عام ليس بسبب الاحداث فقط بل لغياب المتابعة فليس لأحد ان يبرر وجود مساحات غير مزروعة بالساحل لصعوبة تأمين المازوت بسبب تحكم اصحاب محطات الوقود بتوزيعه وتهريبه للداخل بأسعار اعلى او الى لبنان المجاور ، وليس لاحد ان ينكر غياب المعنيين بتسعير اجور النقل وفقا لمعادلة الكيلو متر حسب المناطق الجغرافية ، كما ليس لاحد ان ينكر غياب الدولة في ضبط الاسواق وانسياب السلع كما فعل محافظ حمص مثلا عندما اوقف تصدير الخضار الى لبنان وحولها للاسواق في حمص وانعكس ذلك بشكل مباشر على المواطنين ولم يتاثر الفلاح الذي كان باع للتاجر دون معرفته بوجهة منتجاته ويقينا بأن التاجر لم يخسر ايضا بل انخفض ربحه ، ولكن ماسبق لا يبرر ارتفاع الاسعار بهذا الشكل لا من المزارع ولا من التاجر .‏

الغريب في الامر اليوم ان المزارع يحسب كل اموره على اساس سعر صرف الدولار بد ءا بربطة الفجل و ليس انتهاء بالخضار والفواكه رغم ان الدولة تؤمن له كل شيء بالليرة السورية ، وكذلك يفعل التاجر وهذا الامر يبرره البعض لمنتجات مستورده رغم ان ذلك غير مبرر للتاجر الذي يحصل على القطع الاجنبي من الدولة بأسعار تقل كثيرا عن السوق السوداء ولكنه بالمبيع للمستهلك يبيع على دولار السوق السوداء .‏

الغريب الاخر في الامر سرعة الناس في التحول للتعامل والحساب بالدولار رغم ان الليرة السورية اثبتت صمودا ومكانة كبيرة تعكس متانة وتنوع الاقتصاد السوري وبالتالي يجب ألا نسمح لأحد بالتلاعب بالليرة ، ويجب على الحكومة ان تجيب على سؤال المواطن العادي لماذا تصر على بيع الدولار لشركات الصرافة لتمويل المستوردات ؟ الا يمكن للمصارف الرسمية ان تقوم بذلك بموجب وثائق وفواتير هي كذلك مضبوطة ايضا ؟‏

اليوم نحن في حالة حرب وهذا يبرركل الاجراءات التي تخدم المواطن من منع تصدير منتجات معينة لمنع تداول الدولار الى حصره بالمصارف العامة الى أي اجراء اخر ولا احد يقبل التبرير بأن ذلك يمس الاستراتيجيات لان الاستراتيجيات لا تنفعنا اذا خسرنا الاساسيات والأسواق التي نخسرها اليوم نعوضها غدا كما حصل مع المستوردات بالتوجه شرقا .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية