تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أمام أعين الديمقراطية الغربية..!

الافتتاحيــة
الثلاثاء25-6-2013
بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم

اجتماع واحد يليق بعائلة حاكمة في إمارة تطفو على بحر الغاز والنفط، كان كافيا كي يسدل الستار على فصل من فصول المشيخات التي مرت على التاريخ عنوة، ولا بد أن تخرج منه ذات يوم برضاها أو بالإكراه، حيث لا ارتباط بينها وبين الجغرافيا، إلا بما تقرره الأطماع ومصالح الاحتكارات.

وفي اجتماع واحد أيضا وكما اقتضت المشيئة الحاكمة أن يتولى أمور البلاد والعباد، كان الأمير القطري يتكرم على رعيته ويعلمهم قبل ساعات بتسريبات سبقته، أنه قادر على أن يرتب البيت الداخلي والخارجي وأن يكون البديل لكل القطريين والناطق باسمهم والمقرر عنهم حتى في الطريقة والأسلوب، واليوم سيتكرم عليهم بكلمة وداعية يضع العهدة على أسماعهم وأمام أبصارهم .. ويرحل !‏

لسنا بوارد التعليق على ما جرى وما يجري، لكن نجد أنفسنا مضطرين لسؤال الديمقراطيات الغربية ومهرطقيها في المنطقة عن الصورة الكاريكاتورية التي كانت قد جمعت أوراقها أمام أعينهم وأعادت اصطفافها، وكانوا شهود زور حتى في تراتبية الحدث ومروره وربما عبوره إلى دفاتر الماضي التي لا يحق لأحد النبش فيها أو الحديث بتداعياتها ولا الدروس التي تقدمها.‏

في أعين الديمقراطية الغربية كان يحق لعائلة ان تجتمع وأن تجمع معها أهل الحل والعقد كي تنقل السلطة، وهنا لا معنى لانتخابات ولا معنى لرأي آخر، ولا أهمية تذكر لسواها، ولا مجال للتعليق أو الحديث ما دام صفو مصالحها لن يتعكر وأجواء أطماعها في المنطقة لن تقترب منها غيوم الشك والريبة.‏

وفي أعين الديمقراطية الغربية مسموح الانتقاء كما هو مسموح المنع والمنح حسب الحاجة والرغبة ، وان يذهب الإبن المدلل حيثما يشاء في قراره، ويحق وفق منطق تلك الديمقراطية أن يصول ويجول وأن يرسم لقطر وأبناء قطر الشكل والمضمون والطريقة والأسلوب.‏

لم تعترض الديمقراطية الغربية ولم نسمع انتقادا ولا تعليقا، وكما جال هولاند بالأمس في الدوحة سيجول بعد حين تبريكا وتسليما، ولن يكون بقية أبناء ملته من الغرب أقل استجابة للواجب الذي تقتضيه أعراف ديمقراطيتهم.‏

أعين الديمقراطيات الغربية التي أشاحت بنظرها عن التفاصيل، وهي التي سبق لها أن أعلنت أنها غير معنية بالعناوين، ولا هي شغوفة بما يحدث إلا بما يستجيب لمحاصصتها على الدور والموقع والثروات، لم تعترض ولم تشترط ولم تطالب ولم تنتظر، فقط ما يهمها أن تستمر المشيخة القطرية على منوال أدائها وأن تبقى تقدم خدماتها النوعية وغير المسبوقة للمشروع الغربي.‏

بالتأكيد لم نكن ننتظر من متعهدي ديمقراطية المصالح أكثر من ذلك، وهم الذين صفقوا طويلا للمجون القطري، بعد أن أعتقوا انفسهم‏

من ربق الأدوار القذرة وأوكلوا حروبهم الوسخة بالنيابة وكالة واصالة، خصوصا أن التعهدات المسبقة كانت قد سطرت رسائلها العاجلة بعد أن تبلغت القرار الأميركي.‏

ندرك وهم يدركون ان الدور تقتضيه الظروف وتخلقه غالبا تقاطعات المصالح من حوله، وذهاب الأشخاص لا يعني بالضرورة انتهاء الصلاحية، بقدر ما يعكس الرغبة في تبديل الرهان في آخر شوط السباقات الطويلة.‏

قالوا ليس من الحكمة في شيء تبديل الأحصنة في المعركة والغرب بديمقراطيته "السمحة" قرر أن يبدلها، فهل أيقن أن الجولة شارفت على نهاياتها أم لأنه فقد الأمل في كسبها، وهل كرت السبحة بعد أن شعر بمرارة الحليف التركي الغارق بلعق جراحه، والمكتوي بنار ما أشعله، فقرر أن يبادر بخطوات استباقية؟ والبداية من رأس الحربة والدور قادم على البقية؟!‏

a.ka667@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية