|
دراسات وتجدد حالة الصراع من جهة ثانية مع الحزبين الرئيسيين المنافسين لها العمل والليكود أضف إلى ذلك أن فوز ليفني سيبقي حالة مسار الائتلاف الحاكم في إسرائيل وكذلك توجهات حزب كاديما ومصير تيار الليكود في حالة مبهمة لفترة زمنية طويلة إضافة إلى ضبابية طبيعة الصراع القائم لحزب كاديما على خط علاقاته المدنية والعسكرية مع الحزبين المنافسين له العمل والليكود , ولهذا نجد أن الكثير من المراقبين الإسرائيليين يرون أن صعود ليفني لزعامة كاديما وكذلك صعودها إلى منصب رئاسة الحكومة القادمة في إسرائيل ستترتب عليه رهانات أو ربما مفاجأت في مسار السياسة الإسرائيلية الخارجية قد يكون أهمها في ملف المفاوضات مع الفلسطينيين ولجهة التعامل الإسرائيلي المقبل مع قطاع غزة وفي كيفية وقدرة إسرائيل على مواجهة حزب الله في جنوب لبنان , ولعل البعض من الإسرائيليين متفائل والبعض الآخر متشائم من قدرة ليفني في التعامل مع تلك الملفات المصيرية وذلك لأنها إذا حاولت على سبيل المثال تجاوز ما تم على أرض الواقع في تلك الملفات ولاسيما ملف المفاوضات مع سورية فإن ذلك سيفتح ملف التوتر في العلاقات الإسرائيلية على خط أنقرة , وبالتالي إلى خسارة العلاقات مع تركيا, هذا أمر مصيري لا يمكن أن تقدم عليه أي حكومة إسرائيلية, كما أن التخلي عن المحادثات مع الفلسطينيين سيؤدي بطبيعة الحال إلى تقويض أسس عملية السلام في الشرق الأوسط. كما أن إقدام ليفني في حال فوزها بمنصب رئيسة الحكومة الإسرائيلية القادمة إلى استخدامها القوة ضد الفلسطينيين لمعالجة ملف غزة سيتترتب عليه المزيد من التداعيات الكارثية لمستقبل أمن إسرائيل حيث ستزداد الخسائر البشرية والمالية في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة وتمسك الفلسطينيين بخيار المقاومة من جهة أخرى وبالتالي إلى تخليهم عن خيار المفاوضات واتساع مساحة صعود حماس إلى قيادة الساحة الفلسطينية من جديد, وهو أمر سيؤدي بالطبع كما يقول الإسرائيليون إلى تقويض تماسك إسرائيل الأمني وفتح جبهات جديدة أكثر خطورة على الجيش الإسرائيلي هو في غنى عنها خلال المرحلة الحالية. كذلك استخدام نهج القوة لدي ليفني في المسارات السياسية الأخرى ولاسيما مع حزب الله سيتترتب عليه المزيد من التداعيات الكارثية على أمن إسرائيل ومستقبلها وهي التي لا تزال إلى اليوم تعيش تداعيات هزيمتها في الجولة الماضية مع حزب الله في تموز صيف عام 2006 أضف إلى أن أي مواجهة عسكرية جديدة مع حزب الله سيعني دخول إسرائيل في حالة نزاع جديدة مع المجتمع الدولي تضاف إلى صعوبة تحقيق أي نصر عسكري ضد حزب الله, ما يعني في هذه الحالة القضاء على الأسس التي استندت عليها المزاعم الإسرائيلية والتي دفعت بواشنطن للضغط على مجلس الأمن الدولي لإصدار القرار 1701 بشأن لبنان وغيره من القرارات الدولية التي استهدفت القوى الوطنية والمقاومة في لبنان , كما أن أي إقدام لحكومة ليفني على الصعيد العسكري ضد حزب الله تحديداً سيعطيه المبرر لمهاجمة العمق الإسرائيلي وهو بالتأكيد كما يقول الإسرائيليون سيعرض هذه المرة الأمن الإسرائيلي لخطر من الصعب معالجته واحتواؤه بالسهولة إضافة إلى أن مثل هذه المواجهة العسكرية مع حزب الله سيشجع الفلسطينيين وربما السوريين على فتح جبهات جديدة مع إسرائيل هي أعجز عن مواجهتها جميعاً في آن واحد, وإذا كان أمام ليفني إذا ما صعدت إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية القادمة مثل تلك التحديات للتعامل معها خارجياً فهي أيضاً لديها تحديات على المستوي الداخلي هي أكثر خطورة تتمثل في كيفية التغلب على شبكة أولمرت التي لا تزال تسيطر على حزب كاديما وعلى دولاب أجهزته ومؤسسات الدولة من كبار المسؤولين الإسرائيليين ورجال الأعمال إذ إن أولمرت ورغم خسارته القاسية ما زال يمسك بالريموت كونترول داخل حزب كاديما بحيث يمكنه من التحكم بمسارات الحكومة الإسرائيلية القادمة عن بعد. ولعل الاستطلاعات الإسرائيلية قد أجمعت على أن الانتخابات الإسرائيلية القادمة ستتضمن حصول حزب كاديما ليفني على 25 مقعداً مقابل حصول حزب العمل المنافس الرئيسي على 14 صوتاً والليكود على19 مقعداً وهذا ما يحتم قيام تحالف بين كاديما والليكود لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة. |
|