|
دراسات ولاشك أن للصوت اليهودي في الانتخابات الأميركية دوراً كبيراً وذلك بسبب ارتفاع نسبة التصويت بالمقارنة بأي أقلية عرقية أو دينية أخرى من جهة, ومن جهة أخرى بسبب نظام الانتخابات- وخاصة الرئاسية منها- التي تجعل لهم ثقلاً كبيراً من نسبتهم التي تقدر ب 2.9% من إجمالي سكان الولايات المتحدة, حيث إن اليهود الأميركيين يصوتون ككتلة واحدة أي يلتزمون بنفس الموقف عند التصويت وذلك خلافاً لبقية الأقليات في المجتمع الأميركي. وانتخاب رئيس الجمهورية في الولايات المتحدة يتم على مرحلتين, في الأولى منها يتم تكوين الهيئة الانتخابية أو الناخبين الثانويين أو المندوبين, وتتكون من ممثلين ينتخبهم الشعب الأميركي, وعددهم يماثل عدد أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب, فولاية نيويورك مثلاً يمثلها عضوان في مجلس الشيوخ وخسمة وأربعون عضواً في مجلس النواب وعلى هذا فإن عدد ممثلي ولاية نيويورك في الهيئة الانتخابية هو 45 عضواً من إجمالي مجموع أعضاء هذه الهيئة والتي تضم 537 عضواً عن كل الولايات, وهذه الهيئة هي التي تتولى انتخاب رئيس الجمهورية, ولذا فقد يحدث أن يفوز مرشح بأغلبية أصوات الهيئة دون أن يحصل على أغلبية الأصوات الشعبية, وطبقاً لنظام الانتخابات الأميركية إذا حصل المرشح على أغلبية الهيئة الانتخابية ولو بفارق صوت واحد, فإن الأصوات الشعبية في الولاية تؤول إليه بأكملها, لذا فإنه لابد لمرشح الرئاسة من الحصول على الحد الأدنى (51%) من أصوات الهيئة الانتخابية. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن حوالي 76% من اليهود الأميركيين متمركزين في 12 ولاية وأن مجموع الأصوات الثانوية لهذه الولايات يقدر ب 270 صوتاً, وإذا ما أضفنا إلى ذلك أن اليهود الأميركيين بدون استثناء يذهبون إلى صناديق الاقتراع على عكس بقية الأقليات وهذا له تأثير كبير وخاصة في الولايات التي يتركز فيها اليهود, فعلى سبيل المثال يمثل اليهود ربع سكان مدينة نيويورك, لكن نسبة الناخبين تصل إلى 40% من الأصوات في الولاية للأسباب السالفة الذكر, لهذا يركز اليهود وجودهم في الولايات ذات الكثافة السكانية العالية لما تتمتع به من أصوات داخل الهيئة الانتخابية وحيث يكون لهم الثقل الكبير في توجيه أصوات الولاية. إضافة إلى ذلك يلعب التمويل اليهودي للانتخابات الأميركية دوراً موازياً في إكساب اللوبي الصهيوني أهمية في الدوائر الأميركية وبالتالي تعزيز الاسهام اليهودي في الانتخابات الأميركية, لذلك يرتبط الوصول للسلطة بنجاح العضو بالبقاء في مجلس الشيوخ أو النواب لمدة طويلة وهذا مايجعله مرتبطاً بالممولين اليهود للحملات الانتخابية, كما أن أسلوب تشكيل وبناء وبرامج الأحزاب الأميركية وخاصة على الصعيد الداخلي حيث يتشابه الحزبان الرئيسيان لجهة الأهداف والبرامج الداخلية يجعل الناخبين الأميركيين يعزفون عن التوجه إلى صناديق الاقتراع خلافاً لليهود الذين يتوجهون بأعداد كبيرة خدمة لأهدافهم المتمثلة في ايصال شخصيات معينة إلى مواقع صنع القرار. |
|