تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الجمعية العامة في دورتها ال 63 لنصلح مجلس الأمن !

جون أفريك
ترجمة
الاثنين 29/9/2008
ترجمة : دلال ابراهيم

لم يجد المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية جون ماكين أفضل من مناسبة بدء أعمال الدورة /63 / للجمعية العامة التابعة للامم المتحدة وهو المعروف عنه عدم تحمسه لهذه الهيئة الدولية لانطلاقة أولية لمرشحته لمنصب نائب الرئيس سارة بيلين على المسرح الدولي ,

التي لم تلتق طيلة حياتها بزعيم دولة أو حكومة أجنبية لتجد أمامها فجأة المئات منهم لقد افتتح المنبر الوحيد للأمم المتحدة أعماله على وجهه وصورته الأفضل أي المنبر المفتوح للضعفاء والأقوياء على حد سواء.ولكن تجميد حركة مجلسها الأمني يفرض حتمية اجراء اصلاحات لابد منها. وحيث تلعب الأمم المتحدة الآن دورها أكثر من أي وقت مضى كصندوق لإطلاق الرنات التحذيرية فمن خلال انعقاد قمة حول التنمية لدفع الأهداف الألفية كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يترقب أن يلهب بذلك حماس الإرادة السياسية نفسها التي ألهبها العام المنصرم حول ظاهرة الاحتباس الحراري .فيما الطموح إلى اجتثاث الفقر لغاية العام 2015 وهو في منتصف طريقه يشكل تحدياً كبيراً بالتناسب مع الايقاع الحالي للجهود المبذولة لمواجهة الارتفاع الجنوني بأسعار المواد الغذائية والتباطؤ الاقتصادي في وقت تتركز عمليات التنمية والتقدم في آسيا بينما تغرق افريقيا في بؤسها.‏

وفي موضوع الأمن والسلام ليس أفضل من تلخيص دورها الحالي, ما جاء على لسان السفير البريطاني جون سيورز حين قال: (لن تكون الأمم المتحدة البتة هيئة حكومية عالمية على غرار ما يأمله المثاليون ) ولكن ومن قبيل شرعيتها التي لا مثيل لها فإنه (إن لم تكن موجودة كان ينبغي علينا خلقها ). ويتوسع الانتشار العسكري لجنود القبعات الزرق التابعين للأمم المتحدة في جميع انحاء العالم وقد بلغ عددهم حاليا /100/ جندي.‏

وافتقد مجلس الأمن الدولي خلال السنوات الأخيرة للإجماع الضروري له ووقف عاجزا حيثما انقسم اعضاؤه الخمس المتمتعين بحق النقض الفيتو أمام أزمة العراق. وقد وضع الرئيس الأميركي جورج بوش (حصانة) الأمم المتحدة في قفص الاتهام حينما لم يأبه للحصول على تغطيتها اللازمة في حرب العراق عام 2003 .والآن يستعيد جون ماكين فكرة المحافظين الجدد القائمة على أساس (عصبة الديمقراطية ) والتي علق عليها السفير البريطاني بالقول (فيما لو ثمة وسيلة أخرى لفرض السلام الأميركي فإن جميع الديمقراطيات كانت لن تتبعنا ). بينما يعلق نظيره الفرنسي جان موريس ريبر قائلا :(من الضروري أن لانعمل على إضعاف قدرة الأمم المتحدة على إصلاح نفسها لكي تكون فعالة ومجدية أكثر ).وإن كانت آلة الجنرال ديغول قد عطلت فالسبب في ذلك عائد في جزء كبير منه إلى أن المجلس لم يعد يمثل العالم الذي شهد تغييرا.وفي هذا الخصوص اقترح الفرنسيون والبريطانيون توسيع مجلس الأمن مرحلة لإتاحة الفرصة لانضمام ألمانيا والبرازيل والهند واليابان ودولتين افريقيتين كأعضاء دائمين بصورة مؤقتة أو نصف دائمين دون منحهم حق النقض الفيتو .وفي الظاهر فإن هذا التوسع الغاية منه الإحاطة بتحفظات الدول الأعضاء الدائمة الأولى في مجلس الأمن مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين الذين يخشون أن يؤدي توسيع مجلس الأمن إلى تعطيله.‏

ويتفق العالم بأركانه الأربعة على نقطة مفادها أن السير في إصلاح مجلس الأمن يفرض نفسه كضرورة عاجلة والمحادثات بشأن ذلك يحب أن تجري في غضون الأشهر المقبلة وإن استغرق ذلك زمنا فلأن عملية الاصلاح تعتبر رهانا كبيرا للسنوات المقبلة. فالسلام والأمن والأزمة الغذائية وكذلك التغيرات المناخية والتنمية في افريقيا,جميعها قضايا تمر عبر مجلس الأمن الدولي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية