فمن حقِّ العقاري أنْ يتباهى , بمقدار ما سوف تُلحِقُ به هذه الحلة الجديدة , من جهودٍ وتعبٍ ومخاطر , غير أنَّه تعوَّدَ فعليَّاً على الانتصاراتِ ولا يُخشى عليه , ففي الوقت الذي لم يُفكِّر فيه أي بنكٍ سوري أنْ يلحقَ بركب التطورات المصرفية في العالم , كان البنك العقاري مُصرَّاً على اللحاق بذاك الركب , وقاوم كلَّ العراقيل والمخاوف , وكان السبَّاق لأن ينصبَ أول صرَّافٍ آلي في سورية , وهذا الإنجاز حدثَ قبل أن يولد أي مصرفٍ خاص هنا , فراح يُنافسُ قبل أنْ يأتي المنافسون , وكان هذا الصرَّاف يقتضي عليه أن يتعامل في بعضِ مراحل تنفيذه بالعملات الأجنبية , وهذا أمرٌ مُحرَّمٌ عليه , قانونه لا يسمح بذلك , وليس له أن يتعامل إلا بالقطع السوري , فما هو الحل ..? وكيف سيمشي الصرَّاف إذاً ..?! ومع هذا لم يزد هذا الوضع إلا إصراراً عند المصرف العقاري , واستطاع أن يجد حلاً من خلال الاستعانة بالمصرف التجاري , وهو الوحيد من بين مصارف البلد التي يحقُّ لها التعامل بالقطع الأجنبي , استعان به , ودفع له عمولاتٍ إضافية كان بغنى عنها , ولكنه دفعها كي لا يخالف القانون , وكي لا يتراجع , فمضى ناجحاً مُتألِّقاً , مثلما سيمضي بعد غدٍ إلى عالمٍ جديد , يخترقُ فيه رتابة عمله التخصصي في تمويل العقارات , مُحقِّقاً بذلك قفزة نوعية في تمويل الصناعة والاستثمارات وصفقات التجارة , ومختلف العمليات المصرفية الشاملة , وبلا حدود , فمن القلب نقول : مبروك للمصرف العقاري هذه الحلَّة الجديدة , وسوف ننتظر منه المزيد من النجاحات , والانتصار على التحديات الكبيرة وربما المُفاجئة , اعتباراً من بعد غدٍ الأربعاء .‏