تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مغزى الإدانة الدولية

أخبار
الاثنين 29/9/2008
محمد خير الجمالي

لم تبق دولة في الشرق والغرب إلا وأدانت العمل الإرهابي الوحشي الذي تعرضت له دمشق مؤخراً ونجم عنه قتل سبعة عشر مواطناً وجرح أربعة عشر آخرين,

فمن روسيا إلى عدد من الدول العربية إلى دول أوروبا واتحادها فالأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي ودول كثيرة أخرى ساءها هذا العمل الجبان ووصفته بالجريمة البشعة القاسية المقززة التي تحمل بصمات قوى الشر والظلام وأدواتها القذرة أياً كانت هذه القوى التي نفذته وتقف وراءه.‏

ماالذي يعنيه هذا الإجماع الدولي على إدانة هذا العمل الجبان وماهي استهدافات القوى المخططة والمنفذة له في هذه المرحلة بالذات..?‏

العالم أدان هذا العمل الإجرامي لأنه اتخذ طابع الإرهاب الدموي ضد سورية لما عرف عنها من سياسة ثابتة ضد الإرهاب وممارسته تجلت في دعوتها المتكررة للتعاون بين جميع دول العالم لمكافحته والقضاء عليه بدءاً من تعريفه وتحديد القوى التي تمارسه في الخفاء والعلن وصولاً إلى وضع الآليات الكفيلة بالتصدي لخطره وشروره على العالم واستقراره ومستقبل الأمن والسلم فيه.‏

وفي الاستهدافات البعيدة لهذا العمل الوحشي نجد أنها تتقاطع عند محاولات النيل من استقرار سورية وأمنها انتقاماً من دورها المحوري في مكافحة الإرهاب وتحديد مصادره الأساسية بقوى الظلام والشر والاستعمار التي لاتريد للعالم وخصوصاً منه الشرق الأوسط أن ينعم بالاستقرار والهدوء, ولاتريدلسورية ان تمارس دورها المعترف لها به دولياً في اطار استعادة استقرار المنطقة على قاعدة تحقيق السلام العادل والشامل فيها.‏

وماغاب عن أذهان القوى المنفذة لجريمة دمشق والضالعة فيها أياً كانت هذه القوى ودرجة مسؤوليتها وضلوعها في الجريمة, هو أن هذه الجريمة على بشاعتها وقذارتها لن تؤثر في مواقف سورية ودورها البناء على المستويين الإقليمي والدولي, لأن سورية بحكم خبرتها التاريخية في مجال التصدي للإرهاب ودرايتها في حفظ أمنها واستقرارها , وبحكم ماتتمتع به من وحدة وطنية عزّ نظيرها في بلدان اخرى تعرف كيف تتعامل مع الإرهاب وقواه الخفية والمعلنة وتعرف كيف تحصن أمنها وتقطع الطريق على هذه القوى وأساليبها الخسيسة بالاستناد الى خبرتها التاريخية ووحدتها الوطنية ووعي شعبها وتضامن العالم وقواه الشريفة معها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية