|
البقعة الساخنة يؤكد عليها ويتعاطى معها في خياراته أمام التعنت الإسرائيلي والرفض المتواصل للسلام . وإذا كانت في لغة الفعل السياسي انعكاسا لحركة تبدلات أملتها التطورات والأحداث فإنها في الواقع العملي الحامل للطرف الآخر من معادلة الصراع التي تتبلور بمعاييرها المختلفة، وأجندتها المتعددة. فقد استنفد العمل السياسي الكثير من أوراقه وأضاع الكثير من مقوماته التي باتت بفعل التطرف الإسرائيلي شماعة لمزيد من التنازلات غير المقبولة، ومساساً مباشراً بالحقوق والثوابت، وأضحت مع مرور الوقت عكازاً إضافيا ًلتوصيف الضعف العربي وتأطيره كممر لمزيد من الوهن في الفعل العربي. وزاد من ترهله أنه استخدم كأداة من أدوات الضغط، وفي أحيان كثيرة وسيلة لحفظ ماء وجه الآخرين فيما تراق الحقوق والثوابت والمصداقية العربية صباح .. مساء، ودون أن تشكل في أي لحظة من اللحظات أي حرج لدى أطراف عديدة. من هنا كان التأكيد على المقاومة كخيار عربي يخطو خطواته الأولى، ويسجل حضوره السياسي وتتحرك معه الكثير من ملامح الإرادة العربية، خصوصاً مع التطورات التي تشهد مداً من التطرف الإسرائيلي غير المسبوق وعجزاً أميركياً يكاد أن يوازيه في مساحته وحتى خطورته. واللافت أن ذلك يأتي بالتوازي والتكامل مع حركة نهوض في الشارع العربي كانت وسائل الإعلام سباقة إلى التقاطها من مصدرها الأساسي حين لاحقت الموقف السوري لتسجل أولى المؤشرات العملية على أن صوت المقاومة بات في أروقة الاجتماعات العربية مدخلاً ليكون أيضاً على المنابر الرسمية وبالقوة ذاتها. إشارة كانت كافية لإعادة قراءة المشهد العربي في مرحلته اللاحقة، وبالتالي البحث في خيارات المرحلة القادمة التي تبدو فيها المقاومة الجزء الأساسي من ذلك المشهد، والمحرك الفعلي لبقية أجزائه، ترتب أولويات أحداثه وتراتبية أهميتها. قمة سرت قد لا تكون على القدر الكافي من الطموح، لكنها نقطة تحول لا يمكن تجاهلها نحو تكريس واقع جديد وفتح الطريق أمام عصر تكون فيه المقاومة العنصر الحاسم في تحديد الخيارات، وربما الاتجاهات وصولاً إلى رسم الفعل العربي الموازي لها. بهذه الروح يمكن استنتاج الكثير من ردود الفعل أو على الأقل فهم دوافعها، وتفسير السياق الذي تأتي من خلاله، حيث المتغير الفعلي يقدم في بعض تجلياته جواباً ضرورياً على أسئلة كثيرة ملحة تم تدويرها لمرات عديدة من لقاء عربي إلى آخر. |
|