|
شؤون سياسية مثل استباحة مساجد المدن الفلسطينية ، والحرم الإبراهيمي، وحائط البراق... واقتحام جنود الاحتلال لساحات الأقصى وقبة الصخرة المشرفة والقائمة طويلة . أليس كل ذلك بلطجة وسرقة ونهباً دون رادع.. ؟ إنه استهتار «إسرائيلي» بالعرب والمسلمين والمجتمع الدولي برمته وبالإنسانية كلها والقانون الدولي والأمم المتحدة وكل المنظمات التابعة لها، وباتفاقيات جنيف وبحقوق الإنسان، في طابع من التحدي منقطع النظير، وفي إطار من الغطرسة وجنون القوة وهوس العظمة والعربدة ، ليس على صعيد المنطقة فحسب بل على الصعيد الدولي كله. من المؤكد أنه ليس في فلسطين من وجود لأي آثار يهودية وقد حاول العلماء وخبراء الآثار في الكيان الصهيوني التنقيب في مختلف المناطق الفلسطينية عن أثر واحد ولو صغير يدلل على وجود اليهود في فلسطين بالمعنى التاريخي فلم يوفقوا ولن يوفقوا في شيء، هذا لم يقله العرب ولا المسلمون . بل قاله علماء ومؤرخون عالميون من بينهم العالم «فال اليستر» الذي أشار إلى أن قرناً كاملاً من التنقيب في فلسطين لم يفض إلى تفسيرات لآثار فلسطينية عربية إسلامية تجهد «إسرائيل» في تزويرها. المؤرخة كاتلين كينوت في كتابها (علم الآثار في الأرض المقدسة) و المؤرخ بيتر جميس في مؤلفه «قرون الظلام» والعالم توماس تومسون في كتابه (التاريخ المبكر للشعب «الإسرائيلي»)ارنولد تونبي وحقائقه الكثيرة في مختلف مؤلفاته ، غوستاف لوبون في كتابه «الحضارات الأولى». كل هؤلاء وغيرهم كثير ، ينفون وجود آثار يهودية على أرض فلسطين، ويؤكدون على قيام «إسرائيل» بتزوير الآثار الفلسطينية (وهي عملية مكشوفة لعلماء الآثار والمنقبين) وإلصاقها قسراً بالتاريخ اليهودي. عندما عجزت «إسرائيل» عن اكتشاف أي آثار يهودية في أرض فلسطين، بدأت في الاعتداء على التراث العربي الفلسطيني ، فالزي الذي ترتديه المرأة الفلسطينية، والذي يختلف في تفاصيله وفقاً لاختلاف مناطق فلسطين الجغرافية، أصبح خلفية للأزياء التي ترتديها مضيفات شركة الطيران «ال عال» والتي تسميها «تراثا يهودياً» كما أصبحت الأكلات الشعبية اللبنانية والفلسطينية مثل: الفول والحمص ، والفلافل «تراثاً إسرائيلياً». حتى الأنغام الشعبية يتم الاعتداء عليها سواء الفلسطينية واللبنانية الممتدة عبر التاريخ، بتأليف معزوفات موسيقية «إسرائيلية» على شاكلتها، لتكون خلفية لأهازيج بالعبرية يتم تأليفها، هذا ما تفعله دولة العدوان بوقاحة وعلى مرأى ومسمع من كل العرب والمسلمين والمجتمع الدولي برمته. باختصار وبوضوح شديد وكامل، ما تهدف إليه «إسرائيل» هو تهويد فلسطين كل فلسطين، تاريخاً وماضياً وحاضراً ومستقبلاً أيضاً، تريد محو ذاكرة وتاريخ وتراث وثقافة وآثار، واستبدالها جميعاً بأخرى جديدة، مواءمة لأساطير التزييف والتضليل «الإسرائيلية»، تريد إبقاء اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم، ترفض حق عودتهم إلى أراضيهم وتراثهم وثقافتهم وتريد إفراغ الأراضي المقدسة من سكانها وإجراء «ترانسفير» بحقهم، من أجل بناء الدولة اليهودية، التي تضم جميع يهود العالم. لا يمكن أن تتوقف «إسرائيل» عن الاعتداء على الأماكن الدينية المقدسة إسلامية ومسيحية. وهي ماضية في تهويدها للقدس وفي هدفها المتدرج للمسجد الأقصى من أجل تدميره وبناء هيكلها المزعوم على أنقاضه. إنها الموبقات التي تستمر «إسرائيل» في اقترافها في ظل غياب رادع القوة، الوسيلة الوحيدة القادرة على لجمها والحد من عدوانها وغطرستها واعتداءاتها على كل ماهو فلسطيني وعربي ومسلم ومسيحي بشراً أم حجراً أم آثاراً أم أرضاً أم تراثاً.. القوة هي الأسلوب الوحيد الذي يزعزع أسسها ويجبر سكانها على مغادرتها، القوة والمقاومة التعبيران السحريان اللذان يغنيان عن كل البيانات والاستنكارات والمناشدات ولاعدالة في عالم اليوم من دون الاستناد إلى القوة ، وهي التي أثبتت فعاليتها وجبروتها في لجم العدوان الصهيوني في عام 2000 و 2006 في لبنان وفي مواقع أخرى كثيرة، فهل من يسمع ؟! |
|