تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


65 عاماً والمساعي مستمرة لإبعاد شبح «هيروشيما وناغازاكي»

قاعدة الحدث
الثلاثاء 30-3-2010م
عزة شتيوي

فجرت قنبلتا هيروشيما وناغازاكي المخاوف الدولية من خطورة امتلاك الأسلحة النووية وانتشارها،

وبعد أن قضت تلك القنبلتين على حياة ومستقبل ملايين البشر تنبه المجتمع الدولي إلى أن السلاح النووي قد يودي بالبشرية، فلجأت الأمم المتحدة إلى وضع ضوابط لمنع امتلاك الأسلحة النووية، وتم التوقيع على اتفاقيات دولية تلتزم بموجبها الدول الموقعة بحظر انتشار تلك الأسلحة، كما أنشأت لهذا الغرض أجهزة دولية مهمتها مراقبة إنتاج واننشار الأسلحة النووية كالمنظمة الدولية للطاقة الذرية.‏

واقترحت هذه اللجنة في اجتماعاتها إزالة الأسلحة الذرية وكل الأسلحة الرئيسية الأخرى المتعلقة بالدمار الشامل، وعقب ذلك أقامت الأمم المتحدة عدة منتديات للنظر في قضايا نزع السلاح النووي، ومن هذه المنتديات الرئيسية لجنة الأمم المتحدة لنزع السلاح ويتضمن جدول أعمالها بند منع الاختبارات النووية، و اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي دعت في أول اجتماع لها وأول قرار تتخذه لإزالة الأسلحة الذرية وكل الأسلحة الرئيسية الأخرى المتعلقة بالدمار الشامل.‏

وسعت الأمم المتحدة من خلال الكثير من المؤتمرات لمنع انتشار الأسلحة الكيماوية وتقوية الأمن العالمي وكرست الكثير من الهيئات التي أسستها لهذا الغرض، كلجنة الأمم العشر لنزع السلاح والتي تأسست عام 1960 ، ولجنة الأمم الثمانية عشرة لنزع السلاح واستمرت من عام 1962 حتى 1968، ومؤتمر لجنة نزع السلاح خلال فترة مابين 1969 إلى 1978 حيث جاء مؤتمر نزع السلاح ليكون بديلاً ويعمل على جميع الهيئات التي تتناول موضوع إزالة الأسلحة النووية ضمن مؤسسة واحدة ويعتبر هذا المؤتمر الوحيد الذي أسسته المجموعات الدولية لمفاوضات الحد من انتشار الأسلحة، ويضم 66 عضواً من كل المناطق في العالم، ومن ضمن الأعضاء ممثلين عن دول السلاح النووي الرئيسية الخمس وهي الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا وأميركا ولايعتبر مؤتمر نزع السلاح منظمة أممية رسمية لكنه يربتط بالأمم المتحدة من خلال ممثل شخصي للأمين العام ويعمل هذا الممثل كأمين عام للمؤتمر.‏

تمكنت الأمم المتحدة من خلال هيئاتها ومؤتمراتها من تحقيق نجاحات كبيرة من بينها معاهدة منع التجارب النووية في الفضاء الخارجي وتحت سطح الماء عام 1963، ومعاهدة منع الانتشار النووي لعام 1968، والتي دخلت حيز التنفيذ في 5 آذار عام 1970، وتقوم الدول الموقعة عليها بمؤتمر مراجعة للمعاهدة كل خمس سنوات، وتوصلت الأمم المتحدة أيضاً في عام 1974 لمعاهدة الحد من التجارب النووية تحت سطح الأرض، إضافة لمعاهدة التفجيرات تحت سطح الأرض للأغراض السلمية عام 1976، ومعاهدة منع كل التجارب النووية لعام1996.‏

وتزامن ميلاد مؤتمر نزع السلاح النووي مع دعوة الجمعية العامة في الوثيقة الختامية للدورة الاستثنائية المكرسة لنزع السلاح، والتي عقدت في 1978 إلى الاحتفال سنوياً بأسبوع نزع السلاح والذي يبدأ في كل عام في ذكرى إنشاء الأمم المتحدة.‏

وفي 12 كانون الأول عام 1995 دعت الجمعية العامة الحكومات والمنظمات غير الحكومية إلى مواصلة الاضطلاع بدور نشط في أسبوع نزع السلاح، كما دعت الأمين العام إلى مواصلة استخدام أجهزة الإعلام في الأمم المتحدة على أوسع نطاق ممكن من أجل ترويج فهم أفضل في أوساط الرأي العام لمشكلات نزع السلاح وأهداف هذا الأسبوع.‏

ولم تتوقف الجهود الدولية عند محاولات نزع السلاح النووي بل ظهرت صيحات دولية للاستفادة السلمية من هذه الطاقة النووية كان آخرها دعوة فرنسا إلى تطوير وتمويل تكنولوجيا الطاقة النووية في العالم خلال مؤتمر باريس المنعقد في 8 و9 آذار 2010 والذي يندرج في إطار معاهدة حظر الأسلحة النووية حيث يكرس جانباً منها حرية الحصول على الطاقة النووية المدنية السلمية.‏

وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال المؤتمر إنشاء معهد دولي للطاقة النووية يضم أفضل المدرسين والباحثين الفرنسيين في إطار شبكة دولية تهدف إلى تأهيل متخصصين بالطاقة النووية المدنية في العالم.‏

وضمن الجهود الدولية تبرز الجهود العربية لمكافحة انتشار الأسلحة النووية من خلال المؤتمر الذي ستستضيفه الجامعة العربية الأسبوع القادم لبحث قضايا منع الانتشار النووي والموقف العربي في مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي التي ستعقد في نيويورك في أيار القادم، وفي سياق تلك الجهود للحد من الأسلحة النووية وعدم حيازتها وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما دعوة دولية لعقد مؤتمر في نيسان القادم من أجل الوصول لعالم بلا سلاح نووي وقد تكمن العقدة أمام هذا المؤتمر بالدولة صاحبة المبادرة حيث ترجعنا دعوة أوباما بالذاكرة إلى ما ذكرته مارغريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية عن قمة العاصمة الإيسلندية ريكيافيك، حيث قالت تاتشر إنها: شعرت حينها وكأن زلزال ضرب العالم من تحت قدميها، فقد أذهلت وأذهل العالم كله الذي كان يراقب تلك القمة وكيف اقترب الرئيس الأميركي حينها من التوصل إلى اتفاق للتخلص من كل أسلحته النووية.‏

azahsh-82 @yahoo.co.uk

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية