|
مجتمع السيناريو يتكرر، والتجاوزات مستمرة، ونحن سنبقى نشير إلى مكامن الخلل، نحن لا نريد حل مشكلة بعينها/ كرمى لعين فلان أو فلانة/ نريد حلاً جذرياً على شكل استصدار قرار غير قابل للطعن أو غض النظر.. ومتابعة متواصلة من الإدارة- و الموجهين والموجهات- و المرشدين النفسيين الذين تحول دورهم هذا إلى معقبي إجراءات إدارية!!.. يبدأ السيناريو من.. داخل الحصة الدرسية.. التلاميذ أو التلميذات/ فالنموذج المجروح لدي هنا/ تلميذة تستأثر باهتمام وعطف و محبة معلمتها، مفترضين أن القلب وما يهوى.. غالباً الطالبة المحبوبة هي : ذكية أو مجتهدة، هادئة أومطيعة أو هي الفتاة الأجمل.. المهم أن المعلمة تذهب لإعلان حالة الإعجاب هذه على الملأ، و أمام كل الطالبات.. معلنة كلمات الإطراء المتواصل، مشجعة إياهاعلى الدوام.. تخصها بالرعاية فتركز دائماً على أن توجه لها الأسئلة.. وتتيح لها الوقت لتجيب. احدى المعلمات و أثناء الامتحان تقترب من طالبتها المحبوبة التي أشكل عليها حل مسألة.. وتهمس بأذنها دون مراعاة لمشاعر الطالبات... اللواتي تعتقد المعلمة أنهن غير مكترثات أو يعنيهن هذا الاهتمام. الأفظع أن المعلمة هنا وأن أدركت ضيق الطالبات فإنها تتجاوزه..!! ربما تشكو تلميذة ما الأمر إلى والدتها التي غالباً ما تكتفي بالسخط، و التذمر من سلوك المعلمة تلك، و أحياناً تحمّل الأم ابنتها المسؤولية: «فلو كنت أشطر مما أنت عليه الآن لأحبتك معلمتك أكثر من.. ص مثلاً» ولو طلبت الطفلة من أمها المشورة.. لربما اكتفت بالقول: ليس أمامك إلا أن تشكيها للإدارة..، وطبعاً لا يمكن للغالبية العظمى من بناتنا.. وفق طريقة تربيتهن المنزلية والمدرسية تلك أن تلجأ للإدارة لعرض الأمر عليها.. و هن على يقين بأن جزاء ذلك.. أقول /جزاء/ يعني العقوبة هي/ الانتقام بشتى الطرق/. مؤازرة الأم لابنتها غالباً ما ترتد على الطالبة فلقد تلقت درساً من تلك الأم.. بأنها غير قادرة أو لا تريد دعمها، و مواجهة مثل هذا الأمر يحل بإظهار الغضب وتفريغ شحناته!.. كتجاهل المعلمة.. و بتجاوز الأم لشعور التلميذة الطفلة بالغبن والظلم و التمييز الذي تعرضت له، نكون قد وضعناها في حالة خلل، و إحباط، البعض يتجاوز الأمر بعد احساس بالضيق مؤقت، و لكن البعض الآخر يأخذه سلوك المعلمة إلى شعور بالغضب و عدم الجدوى لكل اجتهاد أو محاولات لاثبات الذات.. ربما تتعلم طالبة ما أساليب جديدة.. للفت نظر معلمتها، فتلجأ للمناورة و الاحتيال والتودد و التقرب من معلمتها.. ليصبح شغلها الشاغل الحصول على تأييد و محبة المعلمة/ نحن ندرك جميعاً مشاعر الإعجاب و الانبهار التي تختلج داخل أطفالنا في المرحلة الابتدائية تحديداً/. المهم أن الشغل الشاغل للتلميذة يبقى في إطار البحث عن وسائل تساعدها للتقرب من معلمتها.. و تلجأ أحياناً لتقديم الهدايا.. ليكون هذا الدرس الأول بطرق تقديم الرشاوى- الحل الأسرع والأجدى.. أحياناً. الفتاة قبل أن تتشكل.. أو هي في مرحلة التشكل يبدأ التشوه.. تحليل بسيط.. لسلوك يبدر عن معلمة عن جهل وسوء تقدير.. فإنه يحول مسير حياة هذه الطفلة التلميذة.. لقد أعطيت أدوات و طرق غير بريئة لتنال الاعتراف بها و بمزاياها.. لتحصل على التأييد. بل لنقل على حقها كطالبة حقها بفرص متساوية مع قريناتها.. ربما سيجد البعض أني (كبّرت القضية).. و لكنها في الحقيقة هي كبيرة.. فلو تيسر لوزارة التربية الوقت و النية.. لمعرفة الحقيقة.. حقيقة مشاعر الطلاب تجاه التمييز الذي يتعرض له البعض.. نتيجة سوء تقدير.. أو عدم اكتراث من بعض المعلمين.. لأسرعوا لوضع إجراءات شديدة على كل متجاوز لمبدأ تطبيق (العدالة و المساواة) بين الطلاب- داخل الصف. فالتداعيات المحتملة للغصة التي يتركها هذا التمييز- لم ندركه يقيناً في استطلاعات أو استبيانات توزع على الطلبة و الأهل و الكادر التعليمي في مدارسنا/ كما غيرها من السلوكيات التي راحت تتفشى منذ زمن/.. عندها ندرك حجم ما يمارس بحق صغارنا.. و بالتالي طريقة.. ربما أراها ايجابية.. ليتعلم أبناؤنا معرفة حقوقهم.. أو سيرى البعض أنني متفائلة كثيراً.. أو أنني أعاني من شطط.. وأحمِّل الوزارة عبئاً.. أو أنني أريد ترفاً لا يحق التمتع به.. |
|